الظاهرين على الحق والمتظاهرين على الباطل
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
قال رب العالمين( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
والآية
فيها بيان للحق وأهل الحق الظاهرين على الحق الذين تبين لهم الهدى فاتبعوه
وسلكوه لذا كان إتباع سبيل المؤمنين وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومن تبعهم إلى يوم الذين هو السبيل الوحيد المنجى والمنقذ من الضلال
ومن جهنم والعياذ بالله.
ومن
هنا ضلت الكثير من الفرق الإسلامية بزعمهم أنهم يسيرون على الكتاب والسنة
وجهلوا أو تجاهلوا الشرط الذى وضعه رب البريات ( ويتبع سبيل المؤمنين)
فاتبعوا أهواءهم وعقولهم فضلوا وأضلوا , فجعلوا الكتاب والسنة وفقا وموافقة
لمذاهبهم ولم يلتفتوا للشرط ( ويتبع غير سبيل المؤمنين) حتى ذهبت بعض
الفرق للهروب من هذا الشرط للطعن بالصحابة بل وتكفيرهم كالرافضة وغيرهم
وذهبت بعض الفرق بزعمها أن هؤلاء رجال ونحن رجال وهى كلمة حق يراد بها
باطل.
ويأتى الحديث النبوى ليؤكد هذه الأصل الأصيل كما جاء فى الصحيحين من
حديث المغيرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لن يزال قوم
من أمتى ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون)البخارى ومسلم
وعند
مسلم من حديث ثوبان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيه
وسلم(لاتزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر
الله وهم كذلك) قال الامام النووى قال البخارى هم أهل العلم, وقال الامام
أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلاأدرى من هم, وقالالقاضى عياض إنما أراد
الامام أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقدون بمذهب اهل الحديث.
لذا
وبعد هذه المقدمة يظهر للباحث من هم الظاهرين وأتباعهم وهم أهل الحديث
وطلبة علم الحديث فمن أراد النجاة فليلزم هذا المذهب وهذا المنهج ولايحتار
كما يزعم كثير من الناس فالحق مع أهل الحديث الظاهرين على الحق الباحثين عن
الحق فى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة , وهذا المنهج هو المناقض تماما
للمتظاهرين وأقصد هنا بالمتظاهرين : المتظاهرين بالسنة وهم يعملون بخلافها
وأفراخهم المتظاهرين الذين يدعون للمظاهرات والاعتصامات بدوافع سياسية
خبيثة ليست من الدين فى شئ بل هى تقليد أهل الكفر , فأخرجوا الشباب
والفتيات للشوارع ولم يتحاكموا للشرع وهم يحسبون أن هذا هو الشرع وهذا هو
الدين وهذا والله عين الضلال وشرارة الخروج ومنهج الخوارج , فمن يعتبر
ويعود لمنهج الصحابة سلفنا الصالح نجا من هؤلاء المتظاهرين وكان من أتباع
الظاهرين على الحق .
والله المستعان
والحمد لله رب العالمين