إن حاسة السمع هبة من الله ليتعرف بها الإنسان على العالم الخارجي ويحقق العبودية لله ويشكره على النعم الكثيرة التي سخرها له:
{ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ }
﴿الملك: ٢٣﴾
وللإشارة فقد ذكر السمع 185 مرة في القرآن الكريم.
والسمع عملية تبدأ بالصوت المنبعث الذي يُعد المصدر، ويمر بالأذن التي تستشعر الصوت وتلتقطه وتنتهي بمركز السمع بالمخ واللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، هي الأداة التي يتم بها نقل الأفكار وتداولها .
والسمع هي الحاسة التي تباشر عملها منذ الولادة لهذا أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأذان في
أذن المولود لتكون أول معلومة (مجموعة صوتية) تدخل كيانه هي الكلمات الطيبات من التكبير و الشهادتين و الحيهلة للصلاة و الفلاح فالتكبير و التهليل. وعن أبي رافع قال:
[ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي ، - حين ولدته فاطمة - بالصلاة ].
الراوي: أبو رافع مولى رسول الله المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1514
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
يقول ابن قيم الجوزية متحدثا عن سر الأذان في أذن المولود اليمنى : "أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام ، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر الأذان إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر".