د. محمد عبد المنعم خفاجي
دعوة الإسلام.. خالدة ورسالته باقية على وجه الزمان، وهي ملاذ الإنسانية وأملها، وهي روحها وعقلها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها على توالي الأيام.
ودعوة الإسلام.. دعوة إنسانية عالمية صالحة لكل زمان ومكان، والقرآن الكريم يحمل أصول هذه الدعوة ويؤديها للعالم كله كاملة على امتداد العصور والأجيال.
ودعوة الإسلام.. دعوة إلى الإصلاح ونهي عن الفساد والإفساد، وتنظيم لأمور العيش والحياة على نهج إلهي؛ ليطمئن كل إنسان على نفسه وماله وعرضه وكرامته.
وإذا كان من أسباب أزمة المدنيَّة الحديثة إهدارها للقيم الروحية -مما تسبب عنه تدهور الأخلاق ونضوب معين الفضائل واعتبار القوة وتقديسها إلى حد العبادة، دون مراعاة للحق والعدل والتهديد بالحرب واختراع أدوات التدمير والتخريب؛ مما جعل الناس يعيشون في جوٍّ يسوده القلق والاضطراب- فإنَّ الإسلام قد جاء ليبني مدنيَّة سامية تتفق مع رقي الإنسان الفكري ونضوجه العقلي، فدعا إلى الإصلاح ونهى عن الفساد في الأرض، وقرَّر أن الأمة الصالحة المصلحة التي تؤمن بالحق وتفعل الخير، لا يحيق بها الهلاك أبدًا.
فدعوة الإسلام هي العاصم من مفاسد الحضارة المعاصرة، ومن شريعة الغاب التي يطبقها دعاة الحضارة المعاصرة.
والمسلمون مطالبون اليوم بنشر دعوة الإسلام، وبأن يشرحوا للناس هذا الفكر الإلهي الذي لا حياة لهم بدونه، وأن يقدموا لهم هذا النور الذي لا غنى لهم عنه.
بهذا المنطق السليم يتحدث الشيخ سيد سابق في كتاب له يحمل عنوان (دعوة الإسلام) ليعيش الناس والإنسانية جميعًا في ظلال قيم الإسلام وأصول دعوته التي تجعل الإنسانية تستمتع بسكينة الإسلام والنفس وتطيُّب العيش وسلامة الضمير.
ودعوة الإسلام أو رسالته الخالدة الممتدة على توالي العصور والأجيال هي عزتنا وشرفنا ومصدر قوتنا وسيادتنا ونهضتنا، إنها ملاذنا في الشدائد، وملجؤنا في الأحداث. إنها النور يضيء آفاق حياتنا، والقوة تسري في جميع جوانب نفوسنا، والأمل يشرق في سموات مجتمعاتنا.
دعوة الإسلام هي العاصم لنا من الانهيار، والرباط القوي الذي يحمينا من التفكك والاضطراب، والأمن الذي يحارب الخوف في صفوفنا.
ودعوة الإسلام ورسالته ستظل أبدًا مرفوعة اللواء شامخة الرأس قوية الأهداف والغايات، ولسوف تظل حارسة للحضارة وللتقدم وللرخاء. وهي قاموس التقدم والنهضة للشعوب الإسلامية، وسرُّ التفوق والحضارة والرجاء لشعوب الإسلام.
ودعوة الإسلام، نحن -أبناء هذا الجيل الخالد- مطالبون بتبليغها للناس كافة في كل مكان وزمان؛ من أجل أن ينعم البشر جميعًا بالنعمة الحقيقيَّة لدعوة الحق، والعدل، والخير، والإخاء، والمساواة.
ودعوة الإسلام العظيم، دعوة الشرف الأعلى لكل إنسان يعبد الله ويوحِّده ويؤمن به.
المصدر: كتاب (الإسلام والعصر) د. محمد عبد المنعم خفاجي.