[size=25]السلام عليكم .. هناك مقولة تقول ان الله سبحانة وتعالى لو لم يخلق الشيطان..لدخل كل الناس الجنة .
فالشيطان خلق لعبادة الله كسائر الخلق ولكنة استفقر واستبدل العبادة
بالعصيان بسبب شدة حقده وكرهة لبني ادم والذي يفوق اعظم حقد بين بني
البشر.. واعلن الحرب عليهم واصبح العدو الاول للانسان وقد نبهنا الله لذلك
وحذرنا وامرنا في قولة تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً}
وقولة تعالى (فاتخذوه عدوآ) اي ان نتعامل معة كعدو وان نتخذ الاحتياطات
اللازمة من وسائل الدفاع والهجوم لمحاربة ذلك العدو الذي لم يخبرنا عن
عداوتة دولة عظمى او صديق مقرب وانما الله سبحانة وتعالى الذي اخبرنا ايضآ
بصفات واسلحة وقدرات ذلك العدو المطرود من رحمة الله.
ولكي نستعد لاتخاذة عدوآ .. يجب ان نتعرف على ذلك العدو وعلى مدى قدراتة
ونقاط ضعفة ولنستنتج في النهاية انة احقر من ان ينتصر على نوع واحد فقط من
البشر دون الانبياء (سيكون ذكر هذا النوع في نهاية الموضوع)
اولآ/ من هو الشيطان؟
الشيطان مُشتق من " الشَطَنْ " و معناه في الأصل هو البعد ، و يُطلق
الشيطان على كل بعيدٍ عن الخير ، و على كل من طالَ مكثُهُ في الشَّر ، كما و
يُطلق على كل عاتٍ متمردٍ خبيث ، سواءً كان من الجن أو الإنس أو الدواب .
و هو من الجن اي مخلوق من النار (الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربة)
الكهف. والشياطين ابناء ابليس و الإبلاس : الحزن المعترض من شدة البأس ،
يقال : أبلس ، و منه اشتق إبليس فيما قيل .
ما الفرق بين الشياطين والجن؟
هم من جنس واحد فجميعهم مخلوقين من النار ولكن الجن منهم مسلمون ومنهم
كافرون قال تعالى على لسان الجن (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا
الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا . وَأَمَّا
الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) الجن/14 واما الشياطين
فجميعهم كفار .. قال تعالى ( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ
الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ) البقرة 102 وكفرهم ناتج من اتباعهم لكفر ابيهم
ابليس .. واما مسلمي الجن كانوا اكثر حظآ ورشدآ منهم واتبعوا محمدآ صلى
الله علية وسلم وهو خلافهم اي من البشر
عجبت للجن وتحيرها - وشدها العيس بأحلاسها
تهوي الى مكة تبغي الهدى - ما مؤمنو الجن ككفارها
ولم يتكبروا مثل الشياطين الذين لايؤمنوا اصلآ بأفضلية البشر عليهم .
ما اقصى مراد الشيطان من الانسان؟
ان غاية مراد الشيطان من الانسان هو الكفر قال تعالى (كمثل الشيطان إذ قال
للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ) الحشر
16 .. وفي سبيل ذلك .. لا يهمل ولا يهمل الشيطان ادنى فرصة.. بل يتأنى
ويصبر ومثل الشيطان في ذلك وغيرة كمثل الكلب الذليل الذي يجلس امامك وانت
تأكل.. فاذا انت قربتة باطعامك لة سوف يأتي ويأكل كما تأكل واكثر ..واذا
انت زجرتة وطردتة يبتعد عنك .. واذا اجتهدت في طردة فسيهرب ويتركك .. كذلك
الشيطان بل ان الشيطان يفوق الكلب في البحث عن فرص .
ومع ان كيد الشيطان كان ضعيفا الا ان ذلك الكيد الضعيف اخترق دفاعات بني
ادم واستطاع الوصول الى الخطوط الحمراء من شرك وكفر وانتحار و عقوق
الوالدين والاضرار بالناس وغيرها من الموبقات ..واشغل بني ادم في الدنيا
بما لا ينفعهم في آخرتهم .. وتلاعب بعقول الكثير منهم حتى اصبح ابن ادم لا
يميز الصح من الخطأ ..فان الانتحار مثلآ هو كما قالو .. لحظة شيطان .. ان
لم تمتلكها ملكتك .. فهناك انواع من الناس تعطي الشيطان توكيل رسمي
بالتفكير والتدبير .. وعلى الانسان التنفيذ !!
روي ان الشيطان برز لنبي الله عيسى ابن مريم يومآ.. وقال لة يانبي الله
اليس في دينكم قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا قال عيسى بلى فقال الشيطان
اذآ القي بنفسك من ذروة هذا الجبل فان اصابك مكروة فنعلم ان الله قد كتبة
عليك فقال نبي الله يا ملعون .. إن لله ان يختبر عبدة .. وليس للعبد ان
يختبر ربة..
وايهام المسلم المنتحر بأنة عاجز وليس لة من الامر شيئ ولا يوجد هناك من
ينقذة من تلك الحياة التعيسة حتى يوصلة الى اليأس من رحمة الله التي يأس هو
منها و هي اسم من اسمائة وصفاتة عز وجل التي بها نستعين ونتوكل لهزيمة ذلك
العدو الضعيف الذي لا يبيده الا ذكر الله قال تعالى { وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فصلت 26 وكل ذلك وغيره في سبيل ان يتبوء ابناء
وبنات ادم مقعدآ معة في النار.
واحب الاعمال الى الشيطان هي قطع الناس علاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم البعض
والاحب اذا كان المتقاطعان ابناء و اخوة واقارب واصدقاء فكل هؤلاء تجمعهم
علاقة يحبها الله ورسولة .. فيكون الشيطان ضدآ لهذة العلاقة ومسببآ للقطيعة
فيها قال تعالى على لسان يوسف علية السلام (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ
الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا
يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ولان الشيطان مرادة ان يبعد
الانسان عن ربة وعما يقربة منة قدر المستطاع ليوقعة فيما هو اكبر وهكذا
..الا ان يتدارك الانسان نفسة بتحصينها ولو باضعف الايمان بأن لا يعاند في
الحق وبأن لايتبع السيئة السيئة وان يعطي نفسة حقها في النجاة وأن لايعطيها
الافراط في الشهوات فتسيرة هي على ما تحب من طيب وخبيث..
ويأتي كل ذلك وغيرة ايضآ بسبب استمرار تجاهل بني ادم لذلك العدو الذي
حذرنا الله منة مسبقآ ونبهنا .. فأول تنبيه كان لادم علية السلام وفي الجنة
بأن لايأكل من الشجرة وان لا يتبع خطوات الشيطان ولكن الذي حدث عكس ذلك
لحكمة ارادها الله سبحانة وتعالى ولصدور امره عز وجل بتكليف ادم وذريتة
بالخلافة في الارض وليخبرنا بان اتباع خطوات ذلك العدو هي المسبب لاي حياة
تعيسة للبشر.. ولم يقتصر التنبية لادم فقط وانما لذريتة بعده ..وكرر
التنبية في جميع الكتب السماوية نظرآ لخطورة الامر .. وانشغل بني ادم
بعداوتهم لبعضهم البعض التي منة منشئها.. وتغافلوا عن ذلك المخلوق اليائس
من رحمة الله ويريدنا ان نيأس معة قال تعالى (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن
رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) الحجر 56 .. فقد وصف عز وجل القانت
من رحمتة بالضال ..اي بمن ضل الطريق وحاد عن الصواب فهو للشيطان اقرب منة
الى الله .
من هم احباب الشياطين وجنودهم من الانس ؟
ان للشياطين اعوانآ من الانس فان الشيطان اذا استعصى علية احد من الانس
استعان بصديق سوء لهذا الانسي العاصي علية..ويقوم باغوائة عن طريق ذلك
الصديق الذي تم اختراقة والسيطرة علية مسبقآ من قبل الشيطان فأصبح من جنود
الشيطان .. والشيطان يقول للمرأة انتي نصف جندي .. روى ابن خزيمة عن رسول
الله صلى الله علية وسلم (إن المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ،
وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها) وسئل الشيطان اي المؤمنين
احب اليك قال المؤمن الجاهل .. اي المؤمن الذي بلغ مبلغآ من الايمان قلما
يوجد بين الناس ولكنة جاهل بامور دينة البسيطة ويرى ان ايمانة يغنية عن
العلم .. ويفتح لة تسعآ وتسعين بابآ من الخير!!! ليصيب منة بابآ واحدآ من
الشر !!
هل يأتي الشيطان للبشر عمومآ ام هناك استثناء؟
ان الشيطان يأتي لعموم البشر وينزغ ويوسوس حتى للانبياء ابتدآ من ابينا ادم
وكيف اخرجة من الجنة ولسيدنا ابراهيم وقصتة في الجمرات ويأتي للصالحين
والعلماء وغيرهم .. ولكن الاهم ان لايؤثر هذا النزغ وتلك الوساوس في
الانسان وذلك بتنفيذ تلك الوساوس على ارض الواقع والاستجابة لها وكما اسلفت
بمثل الشيطان للكلب فعندما ينزغ نطردة بذكر الله وقول اعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ولان الشيطان يكرة ذكر الله قال تعالى ( استحوذ عليهم
الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم
الخاسرون) المجادلة 19 ..والايمان يزيد وينقص ..فلا ينتظر الانسان بلوغ
المعصية ذروتها أو يضعف إيمانه فلا يقوى على مدافعة الشيطان فيغلبه الشيطان
وينال منه، بل يعود المؤمن فيحاسب نفسه، ويوقفها عند حدود الله، كما قال
الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:201]. وقوله
تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ) [آل عمران:135].
فقوله جل ذكره: (ذَكَرُوا اللَّهَ) كأنهم كانوا حال معصيتهم ناسين لله
تعالى .. ثم انتبهوا إلى أن عين الله ترقبهم فأقلعوا عن المعصية ولهجوا
بالاستغفار وهؤلاء الذين يضعف إيمانهم وتخور قواهم وتغلبهم اللذة الحاضرة
وتهبط بهم دواعي الجسد أحياناً إلى ذل المعصية .
والانسان بعد ان يكفر تقل اهميتة عند الشيطان لانة اصاب منة مايريد .. قال
صلى الله علية وسلم ( ليس بعد الكفر ذنب) ويركز اغوائة على المؤمنين لكي
يلحقهم بالسابقين من الكفار وان عجز عن كفرهم فبافساد منهجهم الصحيح وتزيين
سوء اعمالهم .
والمهموم لة مع الشيطان عجبآ .. إذ أن الشيطان لا يبرح المهموم ولا يفارقة
ولنا في قصة سيدنا ابراهيم خير مثال .. حيث ان ابو الانبياء كان في شدة من
الهم .. كيف وهو من هم بذبح ابنة بعدما رأى في المنام انة يذبحة ..ورؤيا
الانبياء حق ولم يقنط من رحمة ربة بل جهز ابنة لهذا الامر ولم يفر الابن
الصالح من قضاء ربة بل عاون ابية في ذلك .. وإني لا أعلم همآ مثل هذا الهم
على والد وابنة .. او على اي انسان كان .. وهذة فرصة للشيطان .. للايقاع
بالانسان في الغيبيات من شرك وكفر وكبائر .. فجائة الشيطان في المواقع
المعروفة اليوم بالجمرات ليثنية عن هذا الامر ..ولكن ابى نبي الله ان يجاري
الشيطان في وسوستة وقذفة بسبع حصيات ... الخ وحيث ان المهموم يقل ايمانة
ويضعف وهذا ليس اثمآ .. ولكن اذا تفاعل مع الشيطان في نزغة بتطبيق تلك
الوساوس قولآ و عمل عندها اصاب منة الشيطان بابآ لا يبرحة الا اذا استعان
بالله منة .. وهنا امر مهم ..
إذ أن الانسان خلق عجولا .. والعجلة من الشيطان .. فقد يرى المهموم احيانآ
بعين الشيطان التي لا ترية الا ما يسوؤة وما يفسد علية مزاجة حتى يجعلة يظن
بأن الاستعانة بالله لم تجدي نفعآ وأن الهم لازال قائمآ ويريد حلآ وفرجآ
عاجلآ لهمة .. ونسي بأن العاجل من الفرج يأتي لمن كان ايمانة قبل همة قويآ
.. فلقد فدى الله سيدنا اسماعيل بذبح عظيم في حينة .. وبعث ملكآ من السماء
الرابعة فرجآ لعبدة الصالح عندما اتاة قاطع طريق ليسرقة ويقتلة .. لذلك على
الانسان اذا اراد فرجآ سريعآ لهمة .. ان يعرف الله في الرخاء لكي يعرفة في
الشدة .. وليعلم ان من اعظم العبادات انتظار الفرج .. وانة يكسب اجرآ
عظيمآ لصبرة على هذا الهم .. وكلما وقع في حفرة اثم من حفر الشيطان من خروج
عما يحبة الله ويرضاه علية ان يعود وينهض فورآ بالاستغفار حتى لا يدع
للشيطان بابآ يمكث فية طويلآ .
كيف نفرق بين وساوس الشيطان وبين النفس الامارة بالسوء؟
النفس الاماره بالسوء تتجه نحو المعصيه التي تعتقد انها مهمه جدا في حياتها
وخصوصآ تلك المتعلقة بالشهوات وان فعلتها انتهى الامر وان لم تفعلها تشبثت
بها وتريدها فقط وكما قالت زليخة امرأة العزيز(وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي
إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ
رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف53 ..
اما وساوس الشيطان تذهب للمعصيه ان فعلها اراد ان يعمل غيرها وان لم يفعلها
بحثت عن معصيه اخرى فالشيطان يريدها معصيه اي معصيه دون تحديد .و كما حدث
مع سيدنا موسى حيث قال تعالى (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ
هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) القصص 15
فأتاه الشيطان بوقت ليس ببعيد ليعيد نفس الاثم {فلما أن أراد أن يبطش
بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس}
فالشيطان اذا تمكن من ابن ادم في باب من ابواب الشر .. فانة يلازم ذلك
الباب المفتوح حتى يتم اغلاقة وخاصة اذا كان بابآ من ابواب الكبائر .
ما الاسلحة التي يخاف منها الشيطان وما هي نقاط ضعفة؟
معلوم ان الشيطان مخلوق من نار وضد النار الماء وقد قال صلى الله علية وسلم
إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء
فإذا غضب أحدكم فليتوضأ .. و ان الشيطان يفرح ويتعاظم اذا اصاب من ابن ادم
ذرة من ذنب بل حتى اذا اصابة ذرة مكروة يفرح بة ومن هذا قوله صلى الله عليه
وسلم : لا يقولن أحدكم تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت فيقول
: بقوتي صرعتة ولكن ليقل : بسم الله فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب .
رواه أبو داود
وفي حديث آخر : إن العبد إذا لعن الشيطان يقول : إنك لتلعن ملعنا ومثل هذا
قول القائل : أخزى الله الشيطان وقبح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول
: علم ابن ادم أني قد نلته بقوتي وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده
شيئا فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله
تعالى ويذكر اسمه ويستعيذ بالله منه فإن ذلك أنفع له .. وأغيظ للشيطان ..
وقيل انة يخسآ ويتصاغر ويذل وقيل انة يحترق اذا سمع من ذكر الله شيئ
والاذان وقرأة القرآن فهذا كلة يفسد علية يومة ..استب رجلان عند النبي صلى
الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر إليه النبي صلى الله عليه
وسلم فقال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وإما ينزغنك من
الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }الاعراف200
ما هي مداخل الشيطان؟
ذكر العلماء منها التعجب بالنفس والفرح الشديد والحزن الشديد والجهل وغيرها .. الا ان اهم وافضل مدخل للشيطان هو النفس البشرية.
فان الشيطان اذا اراد ان يغوي بني ادم فانة ينظر الى ما تقبل الية النفس
وتميل من شهوات.. والشهوات ثلاث شهوة المال وشهوة البطن وشهوة الهوى واول
اغواء ونزغ ووسوسة من الشيطان لبني ادم كان بسبب شهوة البطن حين اكل ابونا
ادم من الشجرة .. فان كانت هذة النفس تميل ميلآ عظيمآ او تصرف هذة الشهوات
التي فتن الله بها بني ادم ليبلوهم ايهم احسن عملا.. في غير مكانها الشرعي
وفيما يحبة الله ويرضاة ..فان العدو اللدود لا يهمل هذا الميل الزائد فيزين
لة الشهوة ويحفزة عليها سواء كانت حلالآ او حرامآ فإن فعلها شبعت نفسة
منها ولكن الشيطان يزين لة غيرها .. وان لم يفعلها تشبثت نفسة بها وهنا
يختبر سلاح الصبر عندة وان ما عند الله خير وابقى .. ويأتي الشيطان فيعين
النفس على طلبها .. فإن كانت حلالآ فلا بأس .. وان كانت حرامآ فيجب ان
يبتعد عنها ما استطاع .. فالشيطان اغرى ابونا ادم بالقسم الكاذب حتى ان
ابوالبشر لم يكن يظن بأن هناك مخلوق يحلف على الله كذبآ .. ثم اغراه كذبآ
بشيئين هما اقصى ما يتمناه العبد وهي انها شجرة الخلد وملك لايبلى .. وكانت
النتيجة هي الندم على اتباع كلام الشيطان الكاذب وعدم امتثالة لآمر ربة
فجائت توبة ادم وحواء على السواء سريعآ قال تعالى على لسانهما (قالا ربنا
ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين)
فالشيطان لا يهمل نقاط ضعفنا كما نهمل نحن نقاط ضعفة من ذكر الله والاعمال
الصالحة مع اليقين بالله والذي بدونة يدخل الشيطان للانسان من جبهات عدة
.. فمجرد الشك ينفي اليقين.. ولكم في قصة الحطاب خير دليل .. ومثل ذلك يظهر
على المؤمن حين البلاء والحزن حينها يختبر المؤمن سلاح اليقين عندة فيأتي
الشيطان بخطواتة وينزغ بافكار اولآ مقبولة عقلآ ولكنها بداية الهجمة فان
استرسل المؤمن معها والقى لها بالآ فانها ستجعل الشيطان يتلاعب بعقلة وقد
قال تعالى( ولا تتبعوا خطوات الشيطان) فالشيطان لايأتي فجئة للانسان ويقول
لة لاتصلي ولكن يبدء بتأخير الصلاة ثم بتثقيلها علية ثم بتركها مع ان
الصلاة واجبة فانتقل من المقبول عقلآ الى غير المقبول.. وهو لا يثقل على
المؤمن المعصية بل يأتية بأعذار ومبررات لها ويساعدة فيها ويخدمها .. واما
اذا اعرض وجهه عنها وصد تلك القذائف بقوله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يقينآ وليس مجاملة لله او لاظهار عدم التضجر من قدر الله وترسيخ حديث رسول
الله صلى الله علية وسلم الذي يخبر فية بان كل امر المؤمن خير فانة يسلم
تلك اللحظات التي تمر علية وهو يعالج همه وينتقل الشيطان لباب آخر ليحاول
فتحة ليدخل فأذا وجد امام كل باب يقينآ لايحيد .. فانة مهزوم في تلك
المعركة ولكن الحرب لازالت قائمة .
ولذلك يتوجب على بني ادم ان يهتم بالاقبال على ما يصلح النفس ويطهر اخلاقها
لا على ما يفسد النفس ويلبي شهواتها ورغباتها بلا افراط ولا تفريط ..
وان ابرز تلاعب للشيطان بعقول المسلمين في هذا الزمان منشأة هو الافراط
بجهل في تطبيق الدين .. والتفريط المنبوذ لآدابه وتعاليمه !! فمثل الاول ..
ما شاهدناة من بعض المتشددين للدين وكيف استطاع الشيطان ان يزين لهم سوء
اعمالهم من استباحة دماء المسلمين وغير المسلمين من غير الاعداء .. فقتل
المسلمين ليس عذرآ لنصرة الاسلام !! وهذا امر منافي للاسلام وتعاليمة ..
ولكن اصاب منهم الشيطان من حيث لم يحتسبوا .. وهربوا منة الية .. لجهلهم
بقدراتة وابوابة .. ولرؤيتهم لانفسهم بأنهم اصح حالآ من غيرهم ممن
لايلتزمون بالشكل العام للمسلم ونسوا ان المضمون اهم من الشكل وهذا باب من
اسهل ابواب الشيطان وهو التعجب بالنفس .. اما الفريق الآخر والذي افرط في
الاخذ بالمباحات وكثرة الجائز من الدين والرخص الشرعية .. ممن استغل
الشيطان بهم يسر هذا الدين وفسحتة .. فهون عليهم الشيطان امر دينهم ورقق
عبادتهم لربهم لكي ينزلهم تدريجيآ بهذا الامر الى منزلة ممن كانوا
لايتناهون عن منكر فعلوة .. وهناك نماذج وامثلة كثيرة على تلاعب الشيطان
بعقول بني ادم ..ولكن ادرجت المثالين السابقين لكثرتهما في هذا الزمان
ولوضوح ذلك التلاعب فيهما ولكم ان تجدوا المزيد من الامثلة العجيبة في كتاب
تلبيس ابليس لابن القيم وغيرة فهو احد مصادر هذا الموضوع .
ومن مداخل الشيطان..اللسان!!
فمعلوم ان بلاء الانسان من اللسان والرسول صلى الله علية وسلم يقول (من
يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجلية أضمن له الجنة) ولك ان تعرف لماذا بدء
صلى الله علية وسلم باللسان قبل الفرج ..فلو انك اجريت مقارنة بينهما من
حيث ايهما اكثر واكبر اثمآ لوجدتة اللسان!! مع انة هو الاسهل في التحكم
والسيطرة على النفس من الفرج فالاخير مقاومتة للشهوات بأن تحبس النفس وما
تشتهيه من محرمات وذلك يصعب على قليل الايمان الا من رحم الله ..واما
اللسان مقاومتة بغلق الشفتين وذلك سهل جدآ.. الا انة اي اللسان يفوق الفرج
في المعاصي والاثام.. فلو قارنت بينهما من حيث الكبائر لوجدت ان من الفرج
كبيرة واحدة وهي الفواحش .. اما اللسان فمنة سبعة كبائر صريحة :
الغيبة - النميمة - قذف المحصنات الغافلات - شهادة الزور - واليمين الغموس - والكذب على الله ورسولة ويمكن للمسلم ان يكفر بلسانة .
و ايضآ من الصغائر مثل الاستهزاء بالاخرين وغيرها مما لايلقي المؤمن لها
بالآ ولكن الشيطان لا يهملها ويبدء يحسنها لة ويزينها قال تعالى (وَزَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ويصل بة الاغواء الى
الخروج عن الصواب كالذي اخذتة العزة بالاثم .. لكل ذلك وغيرة يقول ربنا
عزوجل (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ
الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ
عَدُوًّا مُبِينًا)
وختامآ .. نأتي للنوع الذي استعصى على الشيطان.. و اتخذة عدوآ.. بصدق وحق
وحقيقة .. بل ان من شدة تمكنة من الشيطان .. اتخذ الشيطان منة موقفآ لم
يتخذة مع احد قبلة ولا بعدة الا من شاء الله لة ان يسير كما سار ذلك النوع
من بني ادم في عداوتة للشيطان.. وذلك النوع هو عمر بن الخطاب رضي الله عنة
..
فقد روى البخاري في صحيحة : استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وعنده نسوة يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما
استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقال عمر : أضحك
الله سنك يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجبت من هؤلاء
اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) . فقال عمر : فأنت أحق أن
يهبن يا رسول الله ، ثم قال عمر : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إيه يا ابن الخطاب ،
والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ) .
وروى الترمذي في صحيحة :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه
فلما انصرف جاءت جارية فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما
أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي
تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل
أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت
يا عمر ألقت الدف ..
اتدرون لماذا يهرب الشيطان من عمر بن الخطاب؟
لأن الشيطان اذا تواجد مع عمر في نفس المكان يصبح عاطلآ عن العمل!!! ولكنة لا ييأس كما نيآس نحن وانما يبحث عن مكان آخر للعمل..
فقد كان رضي الله عنة يتدارك السيئات بضدها من الصالحات فورآ .. ويستبدل
الباطل بالحق .. فسمي بالفاروق ..ومن قوانين الشيطان : ان لم ترتكب معصية
.. فيجب ان تبتعد عن الحسنات.. وهذا النوع من البشر يخشاة الشيطان.. ويبتعد
عنة .. لانة اذا القى علية سهام النزغ والوسوسة .. سيقابلها هذا النوع
فورآ بضدها من اعمال الخير .. ومن القوانين الشاذة التي يسير عليها الشيطان
في عداوتة لبني ادم : ان الشر الذي يعقبة خير ... غير مرغوب نهائيآ!!
ومن المعلوم أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان شديد الحب لاْخيه زيد بن الخطاب فلما قتل زيد دخل القاتل الإسلام ليعصم دمه
فقال له عمر بن الخطاب : والله إنى أكرهك كراهية الاْرض للدم المسفوح
فقال له الرجل : اْيمنعنى هذا حقا من حقوق الإسلام
فقال له عمر : لا
فقال الرجل : إذا لاضير ..إنما يبكى على الحب النساء
وقال له عمر رضى الله عنه لاترينى وجهك أمامى فى طريق ..
فأراد الشيطان ان يبلغ عمر مبلغآ اكبر من هذا الكرة الذي لا فائدة منة..
الى قتل الرجل.. فتقابلا يومآ وجه لوجه وحانت ساعة الفرح للشيطان لان عمر
سيفتك بالرجل.. فقال الرجل لعمر ماتقول في رجل ادخل اخاك الجنة!!!
فقال عمر بتعجب .. وكيف ذلك.. فقال الرجل الم تحتسب اخاك محاربآ في معركة
هي في سبيل الله .. قال عمر بلى .. وان مقتلة شهادة في سبيل الله .. قال
عمر بلى.. قال الرجل فان الذي قتلة كان سببآ في نيلة هذة المرتبة !!
فتفاجأ عمر من ذلك الكلام الذي غيرة وبدون تردد من الكراهية الشديدة الى الحب الشديد فتناولة عمر وقبلة!!!
وختامآ اخوتي .. ان الفيصل في العلاقة بين الانسان والشيطان .. هو ان
يتدارك الانسان نفسة في حال ضعف وتتبع خطوات الشيطان ..فالشيطان كما اسلفنا
يأتي لجميع انواع البشر ولكن الاهم ان لايؤثر ذلك النزغ على شخصية الانسان
لفترة طويلة .. بل يعمل ويقول ما يغضب الشيطان ويرضي ربة .. من الاقوال
والافعال الصالحة التي ترد كيد الشيطان .. بل وتبقي الشيطان بعيدآ عن
الانسان لان تلك الاعمال تزيد الانسان حسنات وقرب من الله تعالى ورضا..
وهذا ضد مراد الشيطان .. وكما قال صلى الله علية وسلم اتبع السيئة الحسنة
تمحها.. وهكذا يكون العدو لعدوه .. غائظآ لة.. ولا يمهلة للنيل منة .. وخير
وسيلة للدفاع هي الهجوم المعد لة مسبقآ من الصالحات من الاعمال والاقوال
النافعة في الامر كلة ..وتذكر دائمآ قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ
اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا
هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:201]. وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران:135].
دمتم سالمين . [/size]