بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله ,
ان الحمد لله ,نحمده
,ونستعينه ,ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا , من
يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا اله الا الله
وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
""يا أيها الّذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ّّّّ الا وأنتم مسلمون ""
أما بعد :
فان
أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وسلم ) وشر
الامور محدثاتها , وكلّ محدثة بدعة , وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة فى النار .
أما بعد :
فرغم طول هذة المقدمة الا أنه كان لابد لى من ذكرها , فهى المقدمة المميزة بحق لأهل السنة والجماعة .
وهى أنسب للموضوع لأنه وكما ستقرؤن ان شاء الله عز وجل ,خاص للتعريف بهم .
هذا القسم العظيم بعظمة اسمه كلنا يعرف أنه خاص بأهل السنة والجماعة ,
والسؤال الهام ؟؟؟ هل كلنا يعرف من هم أهل السنة , وما أساس عقيدتهم , وما هى خصائص هذة العقيدة وما هى صفات هذة الجماعة .؟
لذا
قررت أن أفرد لهذا الموضوع ,مشاركة متواضعة من أختكم لعلها تنفع ولو عضو
واحد منكم كان لا يعرف شيئا عن المنهج السلفى , أو عقيدة أهل السنة
والجماعة , أو عن الفرقة الناجية , أو عن الفرقة المنصورة ,,,,
فكل من هذة الكلمات ,مترادفة لمعنى ومنهج واحد ,ينبع من الأصل الأول , وهو رسول هذة الأمة (صلى الله عليه وسلم ).
وليبدأ
كلامنا من الأصل الأول وقوله (صلى الله عليه وسلم ):"افترقت اليهود على
احدى وسبعين فرقة , وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة ,وستفترق أمتى
على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار الا واحدة " قالوا: من هى يا رسول الله
؟ قال : "الجماعة " . السلسلة الصحيحة للالبانى .
وعند الترمذى , قال : "ما أنا عليه وأصحابى " . وقد حسنها الالبانى رحمه الله .
وعن
معاوية *رضى الله عنه *قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول :
"لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله , لا يضرهم من خذلهم , أو خالفهم ,
حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون على الناس "
وقد قال أهل العلم : أن المقصود هنا هم أهل السنة والجماعة .
ونجد هنا أن الفرقة الناجية هى الثابتة على الحق وعلى سنة نبينا الكريم ,(عليه أفضل الصلاة والتسليم).
وسميت ناجية كما قالوا لأنها ناجية من النار فى الآخرة , ومن العقاب فى الدنيا .
وسميت
منصورة كذلك بقول شيخ الاسلام -ابن تيمية - لأنها منصورة فى الدنيا باذن
الله تعالى , وظاهرة على الحق ,ولا يضرها من خذلها بالتخلف عن نصرتها ,
لعلمها بما هى عليه من الحق , ولا يضرها من عاداها وحاربها ,فهى تتحمل كل
أذى وابتلاء لأنها موعودة بنصر الله عز وجل , واظهارهم على غيرهم من الناس .
وسميت عقيدة هذة الفرقة كذلك ,بالعقيدة السلفية .... والسلفية *** ما كان عليه الصحابة *رضوان الله عليهم *
والتابعون
لهم باحسان الى يوم الدين ,وأتباعهم ممن خلفهم من السلف الصالح , والذين
يتبعون منهجهم الى وقتنا هذا , والى آخر الزمان يسيرون خلف سلفهم فى
عقيدتهم وتلقيهم للمنهج الشرعى .
فهذا معنى كلمة أو مصطلح *سلفى * فهو
يطلق على كل من تمسك بطريقة السلف وعقيدتهم التى ترفض ما ابتدعه الخلف من
أهل البدع والضلال فى اتباع العقل واهمال النقل **بمعنى أنهم يتركون النقل
وهى النصوص الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة ويعملون عقلهم ويقدمونه على
تلك النصوص **.
والسؤل هنا عن صفات أهل السنة وما خصائص عقيدتهم ؟؟
فهم يتصفون بصفات تميزهم عن غيرهم من الفرق الضالة ,التى ضلت وأضلت ....وهى :-
أولا :سلامة مصادرهم : فاعتمادهم فى عقيدتهم على الكتاب وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .
على عكس أهل الضلال الذين يعتمدون على خرافات مثل الالهام , والكشف ,والحدس وغير
ذلك مما يخالف الكتاب والسنة .
ثانيا : تقوم عقيدتهم على ,التسليم لله عز وجل ولرسوله الكريم:فايمانهم بالغيب من اساس عقيدتهم ,والغيب أساسه التسليم
والتفويض والتصديق المطلق لله عز وجل ولرسوله .
ثالثا :موافقة عقيدتهم للفطرة القويمة والعقل السليم : فهى تقوم على الاتباع والأقتداء , والأهتداء بهدى الله ورسوله ,
وهذا موافق للفطرة .
رابعا : اتصال سندها بالرسول (صلى الله عليه وسلم ) ,والصحابة والتابعين قولا وعلما , وعملا واعتقادا .
خامسا : الوضوح والبيان : فهى عقيدة واضحة وجلية وسهلة الفهم , وفيها كل اجابة عن أى سؤال قد يحير أى انسان
خلال تواجده فى هذة الدنيا ,وليس فيها تعارض ولا تناقض ,فهى من لدن حكيم خبير ,
وكذلك فهى معصومة بعصمة منبعها الأول الذى لا ينطق عن الهوى .
سادسا : سلامتها من الأضطراب : فكل أعمالها وعباداتها لله وحده ,فلا معبود عندهم بحق الا الله سبحانه وتعالى عما
يشرك الكفرة والضالين ., وهذ يمنعهم من التلبس بأى بدعة .
سابعا : ومن خصائصها كذلك : أنها سبب الظهور والنصر فى الحياة الدنيا , والنجاة والفلاح فى الآخرة .
وسنجد مدلول ذلك فى أمر الله تعالى فى قوله:"" اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم "".
وفى أمر الرسول: " عليكم بسنتى , وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ,عضوا عليها بالنواجذ ".
فوالله ثم والله من امتثل لأمر الله أمر رسوله ,سيكون منصورا فى هذة الدنيا الى قيام الساعة , وسينجو من النار يوم الفزع الأكبر .
وزيادة فى التعريف بأهل السنة والجماعة ومعتقدهم ,أذكر لكم ما كتبه الشيخ - عبد الرحمن السعدى - رحمه الله :
قال:ان أهل السنة والجماعة يؤمنون بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر ,والقدر خيره وشره .
فيشهدون أن الله هو الرب الاله المعبود , المتفرد بكل كمال , فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .
فيفردوه
سبحانه ويعبدونه بكل صفاته التى أثبتها لنفسه , وأثبتها له نبيه الكريم
وهو أعلم خلقه به ,وينفون عنه كل صفة نفاها عن نفسه , ونفاها عنه نبيه
الكريم (صلى الله عليه وسلم ).
ويعتقدون أن القرآن كلام الله غير مخلوق + على عكس معتقد أهل البدع والضلال وقولهم بخلق القرآن .- انتهى-
ولهم من الصفات ما يحتاج منى الى افراد صفحات وصفحات .
فلكل من يبحث عن الحق ولكل من قال فيه ربنا عز وجل ""ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "" ( ق _ 37).
لكل
من له قلب سليم وعقل يفكر , يأبيان عليه الهلاك دنيا وآخرة ,عليك البحث عن
الحق دون تعصب لأى أحد أو جماعة . والحق هو اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف
الأمة .
وهذة بعض الكتب لعلماء أجلاء , كل هدفهم أن يدلوا الناس الى هذا الحق , وأن يعبد الناس رب الناس بحق :
كتاب ( التوحيد ) للشيخ محمد بن عبد الوهاب .
كتاب (أسئلة وأجوبة حول السلفية ) من اعداد أ / علاء بكر ,ومراجعة د / ياسر برهامى .
كتاب (معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الأصول ) للشيخ حافظ بن أحمد الحكمى .وهو شامل للعقيدة .
كتاب (منة الرحمن فى نصيحة الأخوان ) للدكتور ياسر برهامى .
وغيرها الكثير والكثير من كتب العقائد . وما عليك سوى البحث عن الحق .
(( فاللهم بلغت اللهم فاشهد , اللهم بلغت اللهم فاشهد , اللهم بلغت اللهم فاشهد )).
اخوانى أعلم أننى أطلت الحديث عن هذا الموضوع , وان كانت هذة مجرد معلومات بسيطة ومفتاح للبحث عن باب الحق وفتحه باذن الله تعالى .
لذلك سأفرد لكم ان شاء الله عز وجل موضوعا أو بحثا آخر عن( أصول التلقى والأستدلال لأهل السنة والجماعة ,و
كذلك عند أهل الضلال والبدع ) مرة قادمة اذا أحيانا المولى جل وعلا .
نفعنى
ونفعكم الله بما كتبت وقرأتم , ووفقكم الله الى طريق الحق والهداية وثبتكم
على الحق ونصركم فى الدنيا , وأنجاكم من النار فى الآخرة ... انه تعالى
ولى ذلك والقادر عليه .
وجزاكم الله الجنة .