صليت لك فقتلت حبيبتي

صليت لك فقتلت حبيبتي

دائماً ما تأتي تنبيهات في القرآن الكريم تمر علينا مرور الكرام، فلو تمعنا فيها لوجدنا حلاوة معانيها من انتقاء للكلمات و المفردات التي تأسر القلوب وتذهب الوجدان. فهي رسالات ربانية لهداية الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى أنوار العلم والإيمان. بالإضافة لذلك سرد القصص التي كانت لها تأثير خاص على حياة وإيمان المؤمنين، فهي من أجمل ما يكون في الركازة وانتقاء الألفاظ وتتابع الأحداث. لا أريد أن أطيل في المقدمة إلا أنه استوقفني بعض مواقف الأنبياء وأقوالهم التي ذكرت في القرآن، كيف لهم الانتقاء الأدبي في التعامل مع الخالق سبحانه وتعالي.

فلنأخذ أولاً سورة الكهف التي نقرأها كل جمعة وفيها من القصص ما فيها من العبر وجمال السرد وبالتحديد قصة نبينا موسى عليه السلام مع الرجل الصالح وقيل اسمه الخضر: بعدما وصلوا للانفصال عن بعض واراد الخضر تفسير الأحداث التي حدثت معه وكيف كان تصرفه فيها. فيقول في حادثة السفينة أنه أراد هو أن يعيبها ولكن في حادثة الجدار فأراد ربك أن يبلغا أشدهما. فلماذا؟؟ هذا اللفظ استوقفني عددة مرات لأن كل شيء تحت إرادة الله. فلماذا نسب الارادة له في الحادثة الأولى ونسب الارادة لله في الحادثة الثانية؟؟ فبعد البحث وصلتني الإجابة وهي أنه تأدب مع الله في اللفظ فقد نسب العيب لنفسه "فأردت أن أعيبها" اما الجدار ففيه منفعة ظاهرة وكمال فهو يقيم الجدار فنسب الكمال والجمال لله سبحانه وتعالى "فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما". فيال روعرة الأسلوب والأدب مع الله تعالى.

أما القصة الثانية فهي ما حدث مع نبينا إبراهيم أثناء دعوة قومه فنسب العيب لنفسه أما معالجة النقص فكان نسبه لله تعالى تأدباً مع الله فقال "الذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين" فالاطعام والسقاية والعلاج منسوبة لله لأنها صفات حميدة أم المرض فنسبه لنفسه فلم يقل وإذا امرضني فهو يشفين. مع أن المرض والشفاء من عند الله بإذن الله سبحانه وتعالى.

والموقف الثالث فيما حدث مع نبينا أيوب عندما دعا ربه فقال "أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" فتأدب مع الله في عدم نسب الضر له فلم يقل أنك امسستني الضر أو أنزلت علي الضر، بل انتقاؤه للكلمات في غاية من الروعة والجمال. وهناك عدة مواقف أخرى وردت عن الانبياء منهم نبينا المسيح عيسى ابن مريم عندما قال "ان كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسك" وغيرها من المواقف الرائعة التي تؤدي إلى معنى التأدب مع الله.

هذه المواقف والكلمات إنما هي اشارة في فن التعامل مع الخالق سبحانه تعالى لنقتدي ونسير على خطى الصالحين. فعند الدعاء نختار الألفاظ المناسبة وعند الدعوة نختار الألفاظ والمناسبة وفي جميع أمور حياتنا نختار الكلمات المناسبة، فهو ادب رباني أنزله إلينا لنتعلم ونطبق، شريعة كاملة متكاملة في جميع أمورنا فسبحان الخالق ما أعظمه.
وللأسف نرى في الآونة الأخيرة مواقف يندى لها الجبين ويأسف لها العاقل من قلة الأدب مع العزة الإلهية، فقد حدث لأحد الأصدقاء موقف نسأل الله المعافاة مع أحد الأشخاص أصابه حادث فأقعده، فذهب إليه أحد الأصحاب وأصبح يدعوه للعودة إلى الله، خاصة أن حالته مساعدة في معرفة ضعفه وقلة حيلته، وأن لا ملجأ له إلا إلى الله تعالى، فبعدما إنتهى الصديق من الكلام أجابه المقعد بالاشارة أنا لم أدعوا الله وأنا صحيح فمن المستحيل أن أدعوه وأنا مريض. ماهذا التكبر وقلة الأدب.
وآخر يقول لله: أنت السبب في موت زوجتي أو حبيبتي لماذا؟؟ وقد صليت لك وصمت لك. أمثلة يندى لها الجبين نسوا أنعم الله عليهم وأصبحوا يسيئون الأدب مع الله. نسأل الله المعافاة والثبات عند الابتلاء في الدنيا والآخرة.

فالنحرص كل الحرص على التأدب مع الخالق الذي أنعم علينا بالوجود من العدم، فكلنا له راجعون، صغاراً كنا أم كباراً، شباباً كنا أم شيبة، رجالاً كنا أم نساءاً. فإنا لله وإنا إليه راجعون. أقرها اللسان وصدقها القلب ونسأل الله مطابقة العمل لها.

فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي

وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين

بارك الله فيك اخي الفاضل على حسن الإنتقاء
وعلى هذا الطرح المميز والمتقن
وجزاك الله كل الخير على الإفادة
تعرف اخي ان عنوانك هو من شدني للتطلع
على ما يحتويه هذا الموضوع الثري والمفيد
جعله الله لك في موازين الحسنات وثبتك اجره
تقبل مروري وتقديري

بارك الله فيك على ماقدمت في موضوعك
بالرغم من ان العنوان لم يعبر على محتوى الموضوع مباشرة الا انه يثير الفضول
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك
موضوع يجذب انتباه القارئ
شكرا جزيلا

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
ونفعنا بما قدمتم

جزاكى الله كل خير

» ترحب بالاخت بسمة امل