بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير:
يمتلئ العالم بضجيج البطولات الوهمية التي صنعها أعداء الإسلام
ليوهموا العالم بقوتهم الخارقة, حتى بات بعض ضعاف العقيدة يؤمنون بأن
قوتهم فوق كل قوة فعبدوهم من دون الله عياذاً بالله,
والمتتبع للواقع المرير, ومن رزقه الله تعالى نوراً يمشي به في الناس,
يعرف جيداً أن بطولة هؤلاء إنما هي صناعة نسيجها الوهم, بطولة لا
تتحقق إلا على شاشات السينما, واستوديوهات الفضائيات, أما على أرض
الواقع, فما انتصر القوم بقوة خارقة يوماً, وإنما يتحقق لهم دائما ما
يبتغون بخيانة الخائنين, وببيع المنافقين لدينهم من أجل دنياهم، فما
استقر للكفر قرار في بلاد الأفغان إلا بخيانة حلف الشمال المرتد
الموالي لأعداء الله, وما تنفس القوم بالعراق إلا بعد أن سلمها لهم من
سلمها, وباع دينه وأرضه وعرضه بدنياه, فبئس البيع وبئس الشراء.
وما قوة الكفار اليوم إلا صناعة الإعلام الفاجر الذي يمتلكون دفته
فيديرونها كيف شاءوا,
أما البطولات الحقيقية فلا تجدها والله إلا في رحاب الإسلام, فأين
بطولة عجوز همنجواي أمريكا في روايته (العجوز والبحر) من بطولة شيخ
المجاهدين ياسين أو من بطولة شيخ المجاهدين عمر المختار, وأين بطولة
رامبو وأرنولد شوارزنجر , من بطولة خطاب أسد الشيشان رحمه الله, أو
أبو الوليد الغامدي رحمه الله.
أمة الإسلام ولادة بفضل الله, أسد من بعدها أسد, ملكوا الدنيا قرونا
عديدة, وأزمانا مديدة, وسطروا خلالها بطولات وأحداث مجيدة. فلا يغرنك
أخي في الله مكر الليل والنهار, ولا تنظر إليهم بانبهار, فإنما الأمر
عبث واستهتار, فكن من جنود الملك القهار.
أخي آلة الغرب الإعلامية وطابورها الخامس في صفوف المسلمين يرجفون في
قلوبنا ليوهنوا عزمنا, ويضعفوا هممنا, فلا يغرنك زخمهم, وإياك أن
تصطلي بنارهم, فإنما إعلامهم, وما يصورونه من بطولات إنما هي آلة دمار
لمعتقدك, كالحية الرقطاء تنفث السم الزعاف, لتسمم عليك دينك, وتخرب
عليك معتقدك, فلا تركن لهم, ولاتغتر بهم, وأزل الغشاوة من على عينك,
فإنما هو السحر {وَلَا يُفْلِحُ
السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69].
بالله عليك كيف نترك بطولة من نشر الإيمان في الدنيا وأخرجها الله به
من الظلمات إلى النور, وكيف نغفل عن عبقرية الصديق, وكيف ننأى عن
عبقرية العملاق عمر, هؤلاء أجدادي فجئني بمثلهم, ولن تجد مثلهم عند
القوم, إنما تجد عندهم الغواني والفاجرات, وإنما يتباهون بالرذائل
والمنكرات,
قوم دينهم الجنس, وإلههم الدنيا والهوى, آتاهم الله ما آتاهم اختباراً
لنا لينظر كيف نفعل.
ألم تسمع لقوله تعالى {وَلَوْلَا أَن
يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ
بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ
عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً
عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ
لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 33-35].
أخي.... قوتنا في عقيدتنا, وما سدنا الدنيا من قبل إلا بها, وما
داستنا الأقدام اليوم إلا بالتخلي عنها.
أخي... القرآن دستور للحياة, أنزله الله ليطبق على الأرض, وليس ليقرأ
به في المقابر وفي المناسبات, دون عمل, فالقرآن منهج حياة, ودستور
واقع منظور, ليس قراءة لا تجاوز التراقي. فيه سر قوتنا, فإن جعلناه
لنا دستوراً ونبراساً وسبيلاً نمشي عليه, لهدينا السبل ولسدنا الدنيا
من جديد.
أخي ... لا تيأس فالنصر قادم, ألست ترى انتشار الحجاب, وظهور شباب
كالريحان طيب الرائحة عطر الشذى, يحمل على وجهه لواء السنة, وبين
جنباته كلام الحق, ينبعث النور من وجوههم فتكاد تشرق لها الدنيا,
ويبزغ لها فجر الإسلام, ولكنها السن ... نعم السنن... الصبر والعدة,
والتسلح والعقيدة والإيمان, فنعم السلاح الصالح في يد العبد الصالح,
ولا صلاح بلا اعتقاد سليم, فلنقدم للناس الإسلام, ولندلهم على اعتقاد
السلف الكرام, ولننههم عن متابعة اللئام, فهذا طريق الجنة وذاك طريق
الظلام.
أخي... الجهد الجهد, والعزم العزم, وكلما كانت كبوة أو عثرة بالطريق
فلنبدأ من جديد, يدك في يدي, قلبك على قلبي, لنرفع راية الإسلام مكللة
ببشارات النصر القادم.
أخي... هيا بنا لنصنع جيل النصر, بأبطال كرام, وليس ببيع الأوهام, هيا
بنا نخرج للعالم من جديد, خالد بن الوليد, هيا بنا لنقدم للأمة صلاح
الدين, هيا بنا, لنخرج من بين أكنافنا ألف عمر المختار, ومليون
ياسين.
المعركة لم تنته بعد, وأنتظر منك المشاركة, فلا تتكاسل, ولا تقل إني
عاص, ولا تقل إني متكاسل, وإنما قل على الله ربنا توكلنا فحسبنا الله
ونعم الوكيل. ولتكن همتك عالية, صلب المراس وانطلق قائلا بلسان
حالك:
أخي إنني اليوم صلب المراس ***
أدك صخور
الجبال الرواس
غداً سأشيح بفأس الخلاص*** رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
وليكن ثأرك لله, ولإعلاء دينه وانطلق قائلاً بلسان حالك:
سأثأر ولكن لرب ودين***وأمضي على
سنتي
في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام*** وإما إلى الله في الخالدين
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين, اللهم حكم شرعك في الأرض, اللهم
احقن الدم واستر العرض, اللهم انصرنا في بلاد الأفغان والعراق وفلسطين
والشيشان وكشمير وفي كل بقعة وأرض, اللهم ارزقنا الإخلاص في القول
والعمل, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم أبو الهيثم
خاص بإذاعة طريق الإسلام