من نزف قلمي
إنني أكتب إليك الآن لأقو لك إن ما أكتبه في رسائلي السابقة ليس حقيقياً
فإياك أن تصدق تلك الكلمات التي أكتبها واعلم أنها خيانة قلم
إن كتبت لك أحبك فلا تصدق واعلم أنها خيانة قلم
وإن كتبت أكرهك لا تصدق أيضاًلأنها للأسف خيانة قلم
أعتذر منك على تلك الرسائل الطفولية
لكنني فعلاً لا أستطيع أن أسيطر على قلمي
إنني أرفض التطرق إلى مواضيع الحب والعشق
ولكن قلمي يخط تلك الكلمات وحده دون إذن مني
فأنا لا أجيد سوى كتابة عبارات
اليأس ولا أجيد سوى رسم وجوه الوحدة
وأتلعثم مئات المرات عندما أذكر كلمة الحب
وأخجل من نفسي عندما أفكر في هذا الموضوع
ليس حياء بل إيماناً بعدم وجود هذا الكائن الغريب
فأنا أخجل من نفس عندما أفكر في موضوعات خيالية
لا أساس لها على الواقع
ولكن قلمي الماكر يدفعني لكتابة تلك الترهات
فلتحل عيه لعنة الكلمات إذاً
ولينزل عليه غضب الشعر والأدب
وليحرم أبداً من إدمان خمر الحروف
وإن سُألت عن تلك الكلمات فسأقول إن قلمي قد خانني
سأعترف بخيانة قلمي لكنني لن أعترف بملكية تلك الكلمات
قلمي الذي هو صديقي الحميم يخونني الآن أمام عينيّ
بكتابة شعارات الحب وعبارات الشوق واللهفة
التي لم أعتد أن أسمعها أو أتفوه بها يا للعار
ويا للخزي الذي ألحقه بي هذا القلم اللعين
إن كل من سيقرأ كلمات يسيقول أنني عاشق
ربما معذب وربما لا
ولكنني بكل الأحوال قد ذقت طعماً للحب
ولا أحد منهم سيدرك أنه لا علاقة لي بتلك الكلمات
لأنني كدت مرة أن أقع في فخ الحب
ولكن حمداً لله أنني نجوت
ولا أعتقد بأني على درجة عالية من الغباء تجعلني أخطو
بخطوات واسعة وسريعة نحو الحب مرة أخرى
فيا حبيبتي
ها أنا قد انتهيت من كتابة رسالتي إليك
لأحذرك من الوقوع في الفخ الذي نصبه قلمي
وها أنا أضع قلمي جانباً وأصرخ عالياً
بأنني أحبك مئات المرات
وهذه المرة لن أقول لك إنها خيانة قلم أو زلة لسان
لأنني فعلاً أحبك