اعتبروا بمن مضى من الأمـم
ومن طغى ومن تعدَّى وظلـــم
ومن سعى لداره مخرِّبــــــــــــا
هوداً وفرعونَ وأصحـــابَ إرم
قد خالفوا شرائعا واستهــــــزؤا
فنالهم من ربهم ما قد قصـــــــم
ثم انظروا لأمم من حولنـــــــــا
كيف أتاها الذل سال كالحمـــــم
لما تولَّت عن أصول دينهـــــــا
فكان ما كان عظيما كالقمـــــــم
ما إن أتى مستعمرٌ لأرضهـــــا
وغرس الفسقَ بها كما وَسـَــــم
حتى رأينا للسفور منهجـــــــــا
مع الملاهي والمواخيرُ تُصِـــم
ما ذاك الا أنَّ منهم طغمــــــــة
سادت على الناس برأيها وسُــمّ
ثم تولدت لدى سفيههــــــــــــــم
رغباتُه فانفك يبغي المغتنـــــــم
فهُدِم البيت بمعــــــول عــــدى
يَضربُ في أساسه حتى انهــدم
فانفجرت تلك المخازي بينهـــم
حتى تعدى من تعدى فارتطــم
الا الذين حافظوا وانتصــــروا
لدينهم من ربهم لهم همـــــــــم
فانتشر السوء فكانت مؤئــــــلا
لمن أراد الخمر والباقي فُهِــــم
فهل تريدون لنا نحن هنـــــــــا
أن نسلك الشرونمشي في الظلم
نحن حماة الدين فينا مكـــــــــة
وبيتها العامر للدين رســـــــــم
وطيبة يسكنها نبينـــــــــــــــــا
صلى عليه الله والدين ارتســـم
يا من تصدى منشئا أفكــــــاره
يسعى بصوت وكتاب وقلـــــم
يريد ان نرقى بحد زعمـــــــه
الى ذرى الكفر وعهر وصنــم
عقولنا تحفزنا لديننــــــــــــــــا
فيه من التقوى وخير وشيـــــم
آن لنا نحمي ذمار ديننــــــــــا
وأن نحصن أهلنا فالشر ثـــــم
اعتبروا بمن مضى من الأمـم
ومن طغى ومن تعدى وظلـم
ومن سعى لداره مخربـــــــــا
هودًا وفرعونَ وأصحابِ إرَمْ
حمد بن عبدالله العقيل