يشاء الله والدنيا تشاءُ
بأي مشيئة يقضى القضاءُ
وهل نحن الذين نقرّ أمراً
أم الرحمن يفعل ما يشاءُ
سؤال كان يرهقنا وكنا
بلا قلبٍ يشتتنا الرياءُ
إلى أن جاء أمر الله فينا
ونادى فاستقر بنا النداءُ
وضاء القلب بالتوحيد صرنا
عباد الله مادام البقاءُ
هو الرحمن يرزقنا جميعاً
فكيف نخاف أن يفنى العطاءُ
على السحب المطيرة كل قطرٍ
يوحد ذكره .. ينمو النماءُ
وتحت الأرض تعبده جذورٌ
فيُثرى من عبادتها الغذاءُ
وبين الشمس والأرض احتفالٌ
تقيم طقوسه تلك السماءُ
هو القدوس قدّر كل شيءٍ
فجاء الصيف حيناً والشتاءُ
وحل الصبح بعد أن التحفنا
لباس الليل وارتحل المساءُ
أليس الله من خلق الثّريّا
وسبعاً فوقها.. هذا العلاءُ
ومن غيم السماء سقى بحاراً
ولولاه لما حلّ ارتواءُ
ومن ضوء النهار نما نباتٌ
ومن نفَس النبات نقى الهواءُ
ومن آياته أنّا خُلِقْنا
وبعد الخلق أنْ وجد الفناءُ
كريم إن دعوناه بصدقٍ
ففي البلوى يوحّدنا الدعاءُ
وإن كنّا على مرض فمنهُ
سيأتينا إذا شاء الشفاءُ
نحب الله إن الله حبٌّ
عقيدتنا / بأن له الولاءُ /
ونعبده لأن العبد حرُّ
إذا كان الإله له ارتقاءُ
شعوب المسلمين تسل سيفاً
بوجه الظلم ينقصه المضاءُ
لقد بعدت عن التوحيد نفسٌ
وأشركت الإله بما أفاءوا
فنصر الله يأتينا بحمدٍ
وتسبيحٍ يُنَدّيهِ البكاءُ
أيا رب الوجود إليك تبنا
وعدنا بعد أن زال الغشاءُ
نعود إليك تؤلمنا ذنوبٌ
فعلناها .. يذوّبنا الحياءُ
أيا رب السماء اغفر ذنوبي
فأنت الحق تفعل ما تشاءُ
محمد إقبال بلّو