غَرِّدْ بِشعركَ أعذَبَ الألحانِ
واصْدح بحبّ المصطفى العدنانِ
وانظُم قصائدكَ الطوالَ بمدحه
وانثُر عبيرَ الوردِ والريحانِ
شعراً يليقُ بفضله ومقامِه
ويفي بحقِّ الشكرِ والعِرفان
واعْزِف له لحنَ المحبةِ والوفا
بقصائدِ الإخلاصِ والوجدانِ
فلقد أتى برسالةٍ أركانُها
عدلُ السماءِ وصالح الإنسانِ
فأقام مجتمعَ الفضيلةِ والتُّقى
وأشاد مجداً شامخَ البنيانِ
***********
كانت بلادُ العُربِ قبل مجيئه
تطغى عليها نزغةُ الشيطان
وشريعةُ الغابات تحكم فيهمُ
بسيادة الأقوى وبالعدوانِ
سلبٌ وَوَأدٌ واقترافُ رذيلةٍ
وتفاخرٌ بعبادة الأوثانِ
حتى أتى من بينهم علمُ الهدى
برسالة الإيمان والقرآنِ
فأقام مجتمعاً يفوق بفضله
كل العهود على مدى الأزمانِ
العدلُ جوهرهُ وأسُّ بنائه
بمكارم الأخلاق والإحسانِ
والعلم مصدرهُ لحسن بنائه
بمتانة الأركان والعمران
فدعا جميعَ الناسِ في أمصارهم
من سائر الأجناسِ والألوان
لرسالة الإسلام في توحيدها
ربَّ الأنام وخالقَ الأكوانِ
ودعا لمنع الظُّلمِ في أشكاله
ونَهى عن الأحقاد والأضغان
فاجْتَثَّ أصل الشرك من ديجوره
ومحا ظلامَ عبادةَ الأوثانِ
ساوى جميعَ الخلقِ تحت لوائه
فغنيُّهم وفقيرُّهم صنوانِ
لا فضل للأعراب في أنسابهم
فالفضلُ بالتقوى وبالإيمانِ
ورعى عهودَ الله في أديانه
لا جَوْرَ لا إكراه في الأديانِ
إذ قال فينا مُنذراً متوعِّداً
من يؤذ ذميّاَ فقد آذاني
كفل اليتامى واعتنى بشؤونهم
فكفيلُهم ومحمّدٌ سيّانِ
وقضى ببرّ الوالدين كليهما
بالحبِّ والإكرام والإحسانِ
***********
جاء النبيُّ فلم يَعُدْ لضلالةٍ
ذِكرٌ ولا شأوٌ على الإنسانِ
إبليسُ نادى بالثبور لنفسه
وبخيبة الآمال والخسرانِ
فبكى وناح على الدّنيةِ قائلاً
اليومَ زالت دولةُ الشيطانِ
***********
سطعت على الأكوانِ شمس محمدٍ
فازدانت الدنيا بثوبٍ قانٍ
وَزَهَتْ على البطحاءِ أشرف دعوةٍ
بَتَرَت جذورَ الشركِ والأدرانِ
***********
إنّي أحِبّ محمداً خيرَ الورى
فهُو النبيُّ وقائدُ الركبان
لمَ لا أحِبُّ، وهذه أخلاقه
وصفاتُه في مَعرضِ التبّيانِ
عدلٌ وجودٌ، رأفةٌ وتواضعٌ
عطفٌ وإخلاصٌ، وكلُّ تفان
وإذا قَصَرتُ فإنَّها أُنموذجٌ
لمكارم الأخلاق والعنوانِ
***********
عذراً رسول الله إن جنح العدا
لوقاحةِ الأوغادِ والزّعرانِ
فإذا تجرّأ سافلٌ في سبكم
أو رسمكم بالسوء والبهتانِ
فلجهله بمقامكم وبفضلكم
ولحقده الأعمى وللأضغان
فدع الكلابَ بغيظها ونُُباحها
لا، لن تعيق قوافلَ الرحمانِ
***********
عذراً أبا الزهراء إن قصيدتي
دون المقامِ وذاك عجز بياني
هي دون قدرك رِفعةً يا سيدي
فمقامكم عالٍ عظيمُ الشان
لكن أتيتُ مقلداً ومواكباً
لأكارم الشعراء والأعيانِ
إن التشبه بالكرام فضيلةٌ
ومزيةٌ كالأصل في الميزان
***********
يا سيّدَ الساداتِ يا شمس الهدى
أنت الرسولُ وسيّد الأكوان
إنّي لأحني هامتي لمقامكم
أفديكم بالقلب والشريانِ
وأمرّغ الوجناتِ في أعتابكم
كالطفل قام أمامَهُ الأبوانِ
أرجو الشفاعة من ذنوبي كلِّها
يوم الحساب بساحة الديِّان
صلّى عليك الله ما قرأ الورى
آيَ الكتاب وسورة الفرقانِ
منّى السلام عليك ما هبّ الصَّبا
فوق الرُّبا وشقائق النعمان
سأظل أُعلنُ بالوفاء محّبتي
وأدين بالإخلاص والعرفانٍ
وأظل ملتزماً بصدق مودّتي
حتّى يُوارى في التُّرابِ جَناني
وليشهد الثَّقلان أنّي مسلمٌ
حُبُّ الرسول سعادتي وكياني
شعر : عبد الباقي عبد الباقي ـ سوريا