مجزرة الغوطة الشرقية ... شعر : أحلام النصر
الغوطةُ الخضراءُ باتتْ تكتسي بالدَّمْ
أشجارها تبكي طيوراً قُتِّلتْ بالسَّهمْ
أينَ الجمالُ بأرضها ؟ أرداهُ شرُّ السُّمْ !
وَمحا بها ذكرى الأمانِ كذا نسيمَ السِّلمْ
الغوطةُ الخضراءُ كانتْ تزدهي بالكَرْمْ
فيها الجنائنُ آسراتٌ باسماتُ الفمْ
كانتْ تحيِّي الشَّمسَ ضاحكةً تناجي النَّجمْ
تزهو بأنَّ رياضَها للخيرِ كانتْ وَسْمْ
هيَ بالجمالِ منيرةٌ وَكذا منارُ العلمْ
هيَ واحةٌ للأنسِ إنْ يغزو الأنامَ الهمْ
هيَ ملهمُ الشِّعرِ البديعِ ، وَللبيانِ الأمْ
هيَ ذكرياتٌ حلوةٌ مرَّتْ مرورَ الحلمْ !
وَالآنَ داهمها العذابُ وَكانَ مثلَ اللُّغمْ
إذْ فجَّرَ الأرضَ الجميلةَ بالخنا وَاللُّؤمْ
سفكَ الدِّماءَ الطَّاهراتِ بها لِيُرضي (قُمْ)
وَليرضيَ الفجَّارَ إذْ أمروا بهذا الجُرْمْ
بسلاحِ شرٍّ مستطيرٍ قدْ أشاعَ الهدمْ
نشرَ المآسيَ وَالأسى .. يا ويلَ جندِ الظُّلمْ !
كمْ عانتِ الآلامَ بؤساً ! ليسَ تدري (كمْ) !!!
ما عدتَ تلقى غيرَ شِلْوٍ أو دمٍ أو عَظْمْ !
وَالشَّرُّ طاغٍ مستبدٌّ لا يرومُ السِّلمْ
وَالحقُّ نادى للجهادِ وكلَّ فردٍ عَمْ
وَالنَّاسُ لا لمْ يسمعوا ! أَوَ تُسمِعونَ الصُّمْ ؟!
ربَّاهُ أدركنا فقدْ طالَ الأسى وَالهمْ
لسنا نريدُ سوى رضاكَ لكي نحوزَ الغُنمْ
وَالعهدُ أنْ نمضي بدينِ الحقِّ نحوَ الحكمْ
مهما جرى هيهاتَ نركنُ لحظةً للظُّلمْ
وعدُ الإلهِ حقيقةٌ ، وَسواهُ زيفٌ وهمْ !