بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه وبارك وسلم كما تحبه وترضاه يا رب آمين.
ومن معجزات سيدنا محمد : صل يارب عليه وعلى آله وبارك وسلم-
ــ معجزته : صلى الله عليه وسلم : في جعل أبي هريرة لا ينسى ما حفظ عنه : صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّى أَسْمَعُ مِنْكَ ، حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ !!!! قَالَ : « ابْسُطْ رِدَاءَكَ » ، فَبَسَطْتُهُ ، قَالَ : فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : « ضُمُّهُ » ، فَضَمَمْتُهُ ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ !!! وحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ بِهَذَا ، أَوْ قَالَ غَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ ، ( رواه البخاري ).
..............................................
ــ أخباره : صلى الله عليه وسلم : بكون الإمام الحسن : سيد ، وان الله تعالى سيصلح به :
عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ { اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ مُعَاوِيَةَ ـبِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ـ إِنِّى لأَرَى كَتَائِبَ ، لاَ تُوَلِّى ، حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا !!! فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ - وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ - أَىْ عَمْرُو : إِنْ قَتَلَ هَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ ، وَهَؤُلاَءِ هَؤُلاَءِ ، مَنْ لِى بِأُمُورِ النَّاسِ ، مَنْ لِى بِنِسَائِهِمْ ، مَنْ لِى بِضَيْعَتِهِمْ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ ، مِنْ قُرَيْشٍ ، مِنْ بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ : عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ ، فَقَالَ : اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَاعْرِضَا عَلَيْهِ ، وَقُولاَ لَهُ ، وَاطْلُبَا إِلَيْهِ ، فَأَتَيَاهُ ، فَدَخَلاَ عَلَيْهِ : فَتَكَلَّمَا ، وَقَالاَ لَهُ ، فَطَلَبَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ : إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ ، وَإِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ ، قَدْ عَاثَتْ فِى دِمَائِهَا ، قَالاَ : فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا ، وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَمَنْ لِى بِهَذَا ؟؟؟؟ قَالاَ : نَحْنُ لَكَ بِهِ ، فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا ، إِلاَّ قَالاَ : نَحْنُ لَكَ بِهِ ، فَصَالَحَهُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ إِلَى جَنْبِهِ ، وَهْوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ : « إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ ، أَنْ يُصْلِحَ بِهِ ، بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ » ، قَالَ لِى عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّمَا ثَبَتَ لَنَا سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِى بَكْرَةَ ، بِهَذَا الْحَدِيثِ ، (رواه البخاري).
__________
معانى بعض الكلمات :
[ ( فغرف بيديه ) قال في الفتح ، لم يذكر المغروف منه ، وكأنها إشارة محضة ، قلت : وهذا معجزة له ـ صلى الله عليه و سلم ، وكرامة لأبي هريرة رضي الله عنه ، ( عاث ) : أفسد ، ( بكتائب ) جمع كتيبة وهي الجيش ويقال الكتيبة ما جمع بعضها إلى بعض ، ( أقرانها ) جمع قرن وهو الكفء والنظير في الشجاعة والحرب ، ( خير الرجلين ) من كلام الحسن البصري وقع معترضا بين قوله ، قال له معاوية ، وبين قوله : أي عمرو وأراد بالرجلين معاوية وعمرا ، وأراد بخيرهما : معاوية ، وقال ذلك لأن عمرا ، كان أشد من معاوية في الخلاف مع الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين ، ( بضيعتهم ) أي من يقوم بأطفالهم وضعفائهم ، الذين لو تركوا بحالهم لضاعوا ، لعدم قدرتهم على الاستقلال بالمعاش ، ( أصبنا من هذا المال ) أي أيام الخلافة ، حصل لدينا مال كثير ، وصارت عادتنا الإنفاق ، على الأهل والحاشية ، فإن تركنا هذا الأمر قطعنا عادتنا ، ( عاثت ) قتل بعضها بعضا ، فلا يكفون إلا بالمال ، ( فمن لي بهذا ) يتكفل لي بالذي تذكرانه ، ( ابني ) المراد ابن ابنته ، ويطلق على ولد الولد أنه ابن ].
ــ أخباره : صلى الله عليه وسلم : كرامات : عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِىَّ وخبيب :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ :
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةً عَيْنًا ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ : عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِىَّ ، جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَةِ : بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ، ذُكِرُوا لِحَىٍّ مِنْ هُذَيْلٍ ، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ ، فَنَفَرُوا لَهُمْ ، بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ ، حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ ، فِى مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ ، فَقَالُوا تَمْرُ يَثْرِبَ !!!!! فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ ، فَلَمَّا حَسَّ بِهِمْ : عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ ، لَجَئُوا إِلَى مَوْضِعٍ ، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ ، فَقَالُوا لَهُمْ : انْزِلُوا فَأَعْطُوا بِأَيْدِيكُمْ ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ ، أَنْ لاَ نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا !!!!
فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ : أَيُّهَا الْقَوْمُ : أَمَّا أَنَا ـ فَلاَ أَنْزِلُ فِى ذِمَّةِ كَافِرٍ .
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ - صلى الله عليه وسلم - .
فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا .
وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ :
مِنْهُمْ خُبَيْبٌ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، وَرَجُلٌ آخَرُ .
فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ : أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ ، فَرَبَطُوهُمْ بِهَا .
قَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ : هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ .
وَاللَّهِ لاَ أَصْحَبُكُمْ ، إِنَّ لِى بِهَؤُلاَءِ أُسْوَةً ، يُرِيدُ الْقَتْلَى .
فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ .
فَانْطُلِقَ : بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ ،حَتَّى بَاعُوهُمَا ، بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ .
فَابْتَاعَ : بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ ـ خُبَيْبًا .
وَكَانَ خُبَيْبٌ : هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ ـ يَوْمَ بَدْرٍ .
فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا ، حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ .
فَاسْتَعَارَ : مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ ـ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا ، فَأَعَارَتْهُ ، فَدَرَجَ : بُنَىٌّ لَهَا وَهْىَ غَافِلَةٌ ، حَتَّى أَتَاهُ ، فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ !!!! قَالَتْ : فَفَزِعْتُ ـ فَزْعَةً ، عَرَفَهَا خُبَيْبٌ !!! فَقَالَ : أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ ؟؟؟؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ ، خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا : يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِى يَدِهِ ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا .
فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ ، لِيَقْتُلُوهُ ، فِى الْحِلِّ !!!
قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ دَعُونِى أُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ .
فَتَرَكُوهُ ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ .
فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ تَحْسِبُوا ، أَنَّ مَا بِى جَزَعٌ لَزِدْتُ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا ، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا ، وَلاَ تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
فَلَسْتُ أُبَالِى حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًاعَلَى أَىِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِىوَذَلِكَ فِى ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْيُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ : أَبُو سِرْوَعَةَ : عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، فَقَتَلَهُ .
وَكَانَ خُبَيْبٌ : هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ـ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلاَةَ .
وَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ .
وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ ، حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ ، أَنْ يُؤْتَوْا بِشَىْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلاً عَظِيمًا ، مِنْ عُظَمَائِهِمْ .
فَبَعَثَ اللَّهُ : لِعَاصِمٍ ، مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا ، وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ : ذَكَرُوا مُرَارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَمْرِىَّ وَهِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِىَّ ، رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ ، قَدْ شَهِدَا بَدْرًا ، ( رواه البخاري ).
__________
معانى بعض الكلمات :[( حس ) علم وشعر ، ( بددا ) اجعلهم أجزاء متفرقة متقطعة ، ( أبو سروعة ) وروي عنه : أنه قال والله ، ما أنا قتلت خبيبا ، لأني كنت أصغر من ذلك ، ولكن أبا ميسرة : أخا بني عبد الدار أخذ الحربة ، فجعلها في يدي وبالحربة ، ثم طعنه بها قتله ، ( صبرا ) حبس ليقتل ، وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه ـ مقتول صبرا ].
المصادر
القرآن العظيم
كتب المتون الصحيحة
كتاب مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى / حبيب بن عبد الملك بن حبيب
برنامج المكتبة الشاملة للتحقق من الاحاديث