الحمد لله وكفى وسلام على حبيبه الذى اصطفى فقد قال فى حديثه (يقول الله عز وجل : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بى ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره ) فالحديث القدسى يتحدث أولا عن نقض العهد وفظاعة هذا الجرم فإذا أعطاك أى من الناس عهد ووثق هذا العهد بالحلف بالله ووثقت أنت بهذا العهد ثم غدر بعهده تخيل هذا الجرم العظيم الذى تسبب فيه هذا الغادر للعهد وكذلك جزائه عند الله يوم القيامة فإن الله يكون خصما له . والخصم الثانى رجل باع حرا فأكل ثمنه فكان أيام الجاهلية الأولى يسرق الحر ويباع على أنه عبد وقد حرم الاسلام الرق وقضى على هذه الظاهرة والآن يحدث مثل ذلك من عمليات إختطاف الناس وطلب الدية لعودتهم فإن هؤلاء الذين يرتكبون هذا الجرم فالله خصمهم يوم القيامة . والخصم الثالث هو رجل أكل أجرة الأجير بعد أن انتهى من عمله فلم يدفعها له فيأكل عليه حقه فإن الله خصم له يوم القيامة. أيها الأحباب من منا يقوى على مخاصمة الله ومحاربته ونحن ما نحن فيه من ضعف وهوان نتألم من قرصة نملة لاحول لها ولا قوة ومع ذلك نحارب ونواجه جبروت الجبار وغضب القهار فمن يفعل أى جرم من الثلاثة التى ذكرها الحديث فقد أعلنها صريحة مدوية أن الله خصمه يوم القيامة فلنتق الله فى أقوالنا وأفعالنا . أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .