هام
الرجاء من الجميع اﻹهتمام بتلك الرسالة وبإذن الله تكون مفيدةونافعة ونرجو نشرها بارك الله فيكم
البرنامج اليومي لأيام العشر
البرنامج الخاص باليوم، ماذا سأفعل في الأربعة وعشرون ساعة؟
سأبدأ اليوم من الفجر، من الفجر للفجر، ما هو المطلوب منك؟
ولمن يريد القراءة تفضلوا
. صلاة الفجر:
الآن وأنت في طريقك للصلاة، والصلاة في المسجد، لك ثواب حجة وعمرة، ما دليلك عليها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أتى صلاة فريضة – يعني في جماعة – فأجره كأجر الحاج. أي أنه وأنا ذاهب لصلاة العشاء أنوي في قلبي هذه الخطوات، وأنتم تعلمون الخطوة تحط عنك خطيئة وترفع لك درجة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من يذهب لصلاة الفريضة فأجره كأجر الحاج، ومن أتى صلاة نافلة فأجره كأجر المعتمر، الحديث في صحيح الترغيب وصحيح الجامع (لمن يسأل عن سند الحديث) "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى، لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(6228)]
ستذهب لصلاة الفجر، و "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" [صحيح مسلم(657 تكون في ذمة الله فيرعاك الله ويحفظك، وكنا نقول أنه أواب حفيظ، صلاة الفجر جماعة.
وعندما تذهب ستصلي ركعتين قبل الفجر، أي السنة الراتبة، ما ثوابهما؟ "ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها" [صحيح مسلم(725)]، ركعتين خفيفتين تصليهم قبل الفجر بسورة الكافرون وسورة الإخلاص، مثل الركعتين اللاتي نصليهم خلف مقام إبراهيم بعد الطواف.
أنا أجمع بين الاثنين لأننا نحج الآن بقلوبنا، وهذه أيام في الجنة، فالآن نحن نصلي ركعتا الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد لتجديد التوحيد، لتجديد لا إله إلا الله. بعد ذلك تصلي الفجر..
2. وقت الشروق:
من المفترض أن أصلي الفجر وأجلس إلى وقت شروق الشمس
ماذا أفعل في هذه الجلسة؟ أذكر الله عز وجل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر، وهي ما نسميها جلسة أذكار الصباح أو جلسة الشروق. لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع (6346)]،
استمع إلى كلمة تامة هذه، ألم يقل {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، علمت الآن لماذا قال تامة تامة تامة، لأنه قال: {وَأَتِمُّوا}، ولماذا قال {وَأَتِمُّوا}؟ ألست قد حققت الأربعة أركان الأساسية، وماذا تبقى لك في أركان الإسلام؟ (الحج)
لنفرض أن المسجد الذي تصلي فيه يُغلق بعد الصلاة، اذهب لبيتك واجلس في مصلاك، واذكر الله سبحانه وتعالى إلى شروق الشمس، ثم صلِّ ركعتين.
3. صلاة الضحى:
هل يجوز أن أصلي الركعتين مثلاً الساعة الثامنة أو التاسعة، أي أني سأجلس لشروق الشمس وأذهب؟ نعم يجوز ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثم صلى ركعتين" فثم هذه فيها التراخي ، لكن الأفضل أن تصليها في الأول، تصلي ركعتين وبذلك تكتب لك حجة وعمرة تامة تامة.
سنجلس إلى شروق الشمس، بعد ذلك هناك من يذهب ليرتاح قليلاً قبل الذهاب للعمل، أو من يذهب لدراسته، أو من لم ينم جيدًا بالليل، أو من يجلس قليلاً ويتلبس بطاعة من الطاعات، فإن كنت متفرغًا أجلس هذا الوقت لأقرأ وردي من القرآن مثلاً.
نحن دائمًا عندنا أوقات يسمح فيها أن تفعل ما تريد، من يقرأ شيئًا أو يتصدق أو يذكر الله كثيرًا.. ، لكن بشكل عام وقت الضحى لا يوجد فيه شيء أساسي إلا سُنة الضحى، ما وقتها؟ من بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة إلى ما قبل صلاة الظهر بعشرين دقيقة، هذا وقت الضحى.
ماذا يحدث إذا صليت الضحى؟
قال الله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [ق:31، 32] اسمع هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الضحى صلاة الأوابين" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(3827)]، أرأيت كيف هي أيام في الجنة؟ صلاة الضحى صلاة الأوابين، من يحافظ على الضحى يكتب عند الله أواب.
ومن سيصلي الضحى كيف سيصليها؟
عدد ركعاتها من ركعتين لثماني ركعات، صل ركعتين، أربعة، ستة، أو ثمانية كما تحب.
كان أحد السلف يصليهم مائة ركعة، عبد الله بن غالب كان يصلي الضحى مائة ركعة، أناس لهم همة للعمل، نحن تكفينا ركعتين أو أربعة، لماذا أربعة؟ لأن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي: "يا بن آدم! صل لي أربع ركعات من أول النهار، أكفك آخره" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(4339)] ماذا يعني أكفه آخره؟ أي أن الله يحفظك كل النهار، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر:36]، بلى.
فبصلاة الضحى، أولا: ستكون من الأوابين، ثانيا: سيكفيك الله الشر إن شاء الله ويدفع عنك الأذى وتكون في حفظ الله عز وجل، أرأيت "حفيظ"، أرأيت صلاة الضحى ما أجرها "أواب" و"حفيظ".
وماذا أيضًا؟
صلاة الضحى، النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه لابد أن يؤدي كل واحد منا شكر نعمة الجسد، جسد الواحد فينا فيه 360 مفصلاً، فكيف ستؤدي شكر الثلاث مائة وستين مفصلاً؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ. فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ. وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ. وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ. وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ. وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ. ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ. ويجزئُ، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى" [صحيح مسلم(720)]
وما هو أفضل وقت لصلاة الضحى؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" [صحيح مسلم(748)] ماذا تعني ترمض؟
جاءت من رَمَض، رمض: من شدة الحر، لذلك يُسمى رمضان بهذا الاسم لأنه كان يوازي الأوقات الشديدة الحر عندهم. فترمض أي عندما تشتد الحرارة..
وما الفصال؟ الفصال: ولد الناقة أي الجمل الصغير؛ فماذا يحدث؟ مكة والمدينة على خط الاستواء فالأجواء هناك حارة جدًا، فهذه الناقة الصغيرة تأتي فتقفز، حوالي الساعة العاشرة أو الحادية عشر لأن الحر اشتد ، فهذا الوقت الذي هو قبل صلاة الظهر بساعة، أو ساعة ونصف، هذا الوقت هو أفضل الأوقات التي تُصلى فيها الضحى..
تقول عملي لا يسمح، وقتي لا يسمح، لا يوجد مشكلة، صليها في أي وقت من بعد شروق الشمس، حتى ركعتي الشروق يمكن أن نحسبها ضحى، لكن أنا لا أحب ذلك، لماذا أنت بخيل هكذا؟ تصلي ركعتين بنية الاستخارة وتحية المسجد والشروق، اجعلهم ركعتين ركعتين ركعتين، فالنبي صلى الله عليه وسلم "وصلاة على إثر صلاة، لا لغو بينهما كتاب في عليين" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6228)] فالنوافل.
صلينا الضحى، الوقت حتى الضهر حسب عملك في هذا الوقت، أريدك وأنت في عملك لا تضيع وقتك وتقول أن هذا من الدنيا، بل احتسب، تشغل قلبك، أنت ذاهب الآن لتتكسب وتسعى على الرزق وهذا له ثواب عظيم عند الله، فاليد العليا خير من اليد السفلى، أن تكون غنيًا، المسلم قوي بعدة أمور ومنها القوة المدنية.. أنت تتكسب وطلبك لهذا الحلال فريضة وجهاد، فاستشعر هذه المعاني، لا تعمل دون مقابل، ليس عندنا شيء في طريق الله أن تعمل عند الله دون مقابل..
وأنت تعمل وأنت في دراستك تنوي أن تكون المسلم بمعنى الكلمة، تنوي طلب علم، لا تقول هذا طلب علم دنيوي، الطب والزراعة ماذا سنفعل بهم، لا يوجد عندنا هذا، عندنا ما يسمى أن هذا فرض كفاية، وأنت لابد أن تقوم بهذا الفرض، وأنت تؤدي الفرض..
وتعريف الفرض الفرض هو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه، فأنت تثاب وأنت تعمل على طلب العلم، وتعاقب الأمة كلها إن لم يكن فيها من يعمل بهذا الفرض الكفاية، ولو أنه فرض عين فيحاسب كل شخص على عمله هو، فلا يوجد وقت ضائع عندنا، وقت العمل احتسبه..
ومن الأشياء التي تبعدك عن الغفلة في العمل (إدمان الذكر) جربها وسترى، وأنت تعمل في شيء لا يحتاج لإعمال عقل استغفر وسبح، فالقلب يعمل، لكن المشكلة أننا نغفل تماما والدنيا تأكلنا، لذلك نقول بأن العمل دنيا لا آخرة، شيئان يجعلان قلبك يعمل وقت العمل، 1- الاحتساب، 2- كثرة الذكر.
العمل الأساسي الذي قال لنا النبي أن نعملها في العشر أنه قال: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" أي الباقيات الصالحات، سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، طوال الوقت كررهن، تسبح عشرات أو مئآت أو كما ييسر لك الله.
4. صلاة الظهر:
نأتي بعد ذلك لصلاة الظهر، سنؤدي الصلاة في وقتها، ما هي السنة الراتبة لصلاة الظهر؟ أربع ركعات قبل واثنان بعد، وما هو أفضل العمل في الصلاة فيها؟ أربع ركعات قبله وأربعة بعده، لماذا؟ أصبحوا الآن اثنتي عشرة ركعة، أربع قبل الظهر ثم الظهر أربع ركعات ثم أربع ركعات بعده، لماذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى قبل الظهر أربعا، و بعدها أربعا، حرمه الله على النار" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6364)] أرأيت عتق الرقاب؟ ولا يحتاج منك أي شيء، وأنت تستكثر من أسباب العتق.
ولنفرض أن هذا وقت عمل، استأذنت لصلاة الظهر ولم تستطع أن تصلي النوافل فهل لي أن أصليها بعد العصر؟ نعم، النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه فاتته راتبة الظهر، فصلاها بعد العصر، تُسمى قضاء الرواتب، هل من الممكن أن أصليهم بالليل؟ نعم ممكن.
أَكْثِر من أسباب دخولك الجنة، فهي أيام في الجنة والنبي قال صلى الله عليه وسلم : "من صلَّى اثنتي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهن بيتٌ في الجنةِ" [صحيح مسلم(728
إذا كنت في عملك فأكمل يومك كما كان، وإن كنت بالبيت ولديك متسع من الوقت فنم ساعة ما بين الظهر والعصر، وإن لم يكن فعليك بالأعمال المفتوحة التي سنذكرها في آخر الدرس، كالذكر وقراءة القرآن والصدقات وأعمال الخير .... إلخ، حتى صلاة العصر.
5. صلاة العصر:
من صلى العصر فقد حافظ على الصلاة الوسطى التي جاء فيها النص: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [البقرة:238]، والسنة المطلوبة فيها أن تصلي قبلها أربع ركعات، وماذا يحدث فيها؟ تأخذ وقفة في محطة البنزين للتموين، كيف هذا؟
أنا لا أستطيع أن أعمل دون رحمة، ما من أحد ينفعه عمله وحده، إلا أن يتغمدنا الله برحمته،
فالنبي قال لنا صلى الله عليه وسلم أن نقول عندما ندعو "أسألك موجبات رحمتك" [إسناده صحيح، الألباني، السلسلة الصحيحة(3228)] فلا أستطيع العمل وحدي.. ليس بكسبك وإنما بمحض رحمة الله..
فحينما تتنزل الرحمة نعمل، أقول كل هذا الكلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(3498)] فمن صلى هؤلاء الأربع يكون قد وقف في محطة البنزين وأخذ تموينه، أخذ جرعة الرحمة فيعمل بها، تستطيع العمل بها أذكار وقيام، أخذت التموين الذي يحرك السيارة خطوتين، فإذا شعرت أنك كسلان:
1: اسأل ربنا (ربي أعني ولا تُعن علي)
2: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
3: استكثر من موجبات الرحمة كصلاة أربع ركعات قبل العصر، وكثرة الاستغفار،
قال الله تبارك وتعالى: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل:46] فالاستغفار يجلب الرحمة، إذا أمسكت المصحف وقرأت صفحة أو صفحتان تتنزل الرحمة {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ} [الإسراء:82]، رحمة الناس "ارحم تُرحم" فهذه الرحمة هي البنزين.. الوقود الذي تتحرك به.
صلينا أربع ركعات قبل العصر، وصلينا العصر في جماعة إن شاء الله،
من العصر للمغرب وقت أذكار المساء،
ولاحظ أن هذه هي وردية الملائكة، وردية الملائكة بعد الفجر وبعد العصر، فالملائكة تصعد الآن فهل ستجدك تعمل أم نائم؟ كيف تركتموهم؟ تركناهم وهم يذكرون الله، وأتيناهم وهم يذكرون الله، لذلك أذكار الصباح بعد الفجر وأذكار المساء بعد العصر، حتى آذان المغرب.
6- صلاة المغرب والإفطار:
هل يجوز صيام هذه الأيام؟ (ما صام رسول صلى الله عليه وسلم العشر كاملة) هكذا قالت أم سلمة، وهناك حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في العشر، فما الحل؟ قالوا أن تصوم بنية أنها من جملة العمل الصالح، "من صام يومًا في سبيلِ اللهِ، باعدَ اللهُ وجهَهُ عن النَّارِ سبعينَ خريفًا" [صحيح مسلم (1153)] وقال النبي صلى الله عليه وسلم "عليك بالصيام، فإنه لا مثل له" [صحيح، الألباني، صحيح النسائي(2220)] الصيام ثقيل جداً.
والشباب الذين يخشون من الشهوات والمشاكل، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وَمَنْ لمْ يسْتَطِعْ فعليهِ بالصومِ، فإنَّهُ لهُ وِجَاءٌ" [صحيح البخاري(1905)]، وقال: "خصاء أمتي الصيام" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(3228)] خصاء: أي أن الشيء الذي يغلق على الإنسان هو الصيام، ولكن الصيام الصحيح ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط ولكن الصيام الذي صام فيه سمعه وبصره ولسانه، صامت جوارحه وصام قلبه وصام أيضًا عن الأشياء الأساسية التي نهى الشرع عنها.
يوم عرفه فيه سنة مؤكدة لأنه يكفر سنتين، هذا بالنسبة للصيام.
عند صلاة المغرب إذا كنت صائم فمثل رمضان، وأريد أن نحيي هذه المعاني، في المسجد يوجد تمر ونقوم بتوزيعه، حتى يسأل من يدخل لِمَ توزعون التمر، فتقول نحن في العشر الأول من ذي الحجة، فيسألون وما به ذو الحجة؟ فتقول العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل، وتكون قد جهزت مطوية مطبوعة ولوحة مكتوب فيها فضائل العشر فيقرأها الناس، فنحيي هذه المعاني عند الناس..
فلا يكون فقط يوم عرفه، بل العشر، فتجتمع الناس على الطاعات فيها، فكأننا في أيام من أيام رمضان، فهي أيام في الجنة حقيقةً، ونوزع تمر في الشوارع
صلاة المغرب لا يوجد قبلها سنة راتبة، ولكن ما بين كل آذان وإقامة ركعتان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
بعد الإفطار ادعو، ولا تنسى الدعاء طوال العشر "اللهم قد حبسنا العذر، فلا تحرمنا الأجر"
ودائمًا أقول إذا أردت أن تثقل في الدعوة، الدعاء الثقيل الذي لا تنساه أبدا، تقول يا رب 1. مُن علي بالفردوس الأعلى 2. في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال ربيعة بن كعب للنبي صلى الله عليه وسلم "أسألك مرافقتك في الجنة" [صحيح مسلم(489)] 3. بغير حساب لأنك لا تحتمل الحساب، ولا أحد منا يحتمل الحساب، فبغير حساب ولا سابقة عذاب، لا عذاب قبر ولا غيره، فتكون بذلك أخذت كل فضائل الآخرة..
اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم بغير حساب ولا سابقة عذاب.
وإذا أردت أن تثقل أكثر فقل: يا رب حبني، إذا أحبك الله، ستنتهي كل مشاكلك في الحياة، " كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني - اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى – لأعطينه، ولئن استعاذني - اللهم إني أعوذ بك من النار – لأعيذنه" [صحيح البخاري(6502)] ستنتهي كل المشاكل في الحياة، فهذه هي الدعوات الثقيلة.
فهذا الدعاء في مواطن إجابة الدعاء كما بين الآذان والإقامة، وعند الإفطار، وفي الثلث الأخير من الليل إن مَنَّ الله عليك وكنت مستيقظًا في هذا الوقت، فالله عز وجل يتنزل ويقول هل من سائل، فإن سألته يجيب دعوتك، وكذلك من أوقات إجابة الدعاء وأنت تنتظر الصلاة، كذلك ما بين الآذان والإجابة، فتتحرى مواطن الإجابة.
7. إحياء مابين العشائين:
بين المغرب والعشاء ما هو العمل المطلوب أن نفعله؟
قال حذيفة رضي الله عنه جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء فوجدته يصلي من المغرب حتى العشاء، فلم أستطع التحدث إليه. وهذا يسمى (إحياء ما بين العشاءين) أي ما بين المغرب والعشاء، هل هي عدد معين من الركعات؟ لا..
فيمكنك أن تصلي ركعتين، أربعة، ستة، عشرة، كما شئت.
ومن لا يستطيع الصلاة بعدد ركعات كثيرة ولا يستطيع الوقوف كثيرًا، يمكنك أن تصلي جالسًا، أو أن تقضي هذا الوقت بين صلاة ودعاء وذكر وقراءة قرآن وأي عمل صالح..
ويمكنك أن تنوي الاعتكاف في المسجد خلال هذا الوقت بنية أن تأخذ ثواب عكوف جزء من الوقت في المسجد، فخيرًا، وهناك من سيقول لن أستطيع لظروف العمل وغيره، نقول له لا عليك، ولكن عليك أن تتمسك بصلاة ركعتين بعد صلاة المغرب فهذه هي السنة مؤكدة، إذا كانت ظروف حياتك لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك فليس هناك مشكلة، أنا أتكلم عن من يقدر على فعل هذا، يحيي ما بين العشائين، فهي من السنة، ومن السنن المهجورة أيضًا.
8. صلاة العشاء:
وصلنا إلى صلاة العشاء، صلاة العشاء هي النصف الثاني في الليل، من يصلي العشاء يُكتب له ثواب نصف الليل، وهي صلاة مثلها مثل الفجر هي أثقل صلاة على المنافقين، فتنفي عن نفسك تهمة النفاق، فأبشر يا من صليت العشاء في جماعة، تنفي عن نفسك هذا المعنى، نعوذ بالله أن نكون من أهل النفاق، نعوذ بالله، اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.
صلينا العشاء وهذا هو ثوابها، ما هي السنة الراتبة بعدها؟ تصلي ركعتين.
إذا ذكرنا الرواتب سريعًا، الرواتب لكي لا يكون الأمر أشكل عليكم: (ركعتين قبل الفجر، أربع ركعات قبل الظهر واثنان بعد الظهر، لا يوجد عند العصر سنة راتبة، ركعتين بعد المغرب، ركعتين بعد العشاء) العدد اثنتي عشرة ركعة.
تلك هي "من صلَّى ثنتي عشرةَ ركعةً في يوم وليلة، بني له بيتا في الجنة" [صحيح، الألباني، صحيح النسائي(1808)]
نصلي العشاء وبعدها ركعتين فيتبقى لي في الوقت من الأعمال أن أقيم الليل..
9. قيام الليل:
وقيام الليل أريد أن أقول فيه جزءًا مهم جدًا جدًا جدًا..
هل أنت يائس من ذنب معين منذ سنوات ولا تستطيع التخلص منه؟
هل لديك هذا الإشكال؟
والنبي قال ذلك صلى الله عليه وسلم "ما من عبد إلا وله ذنب، يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه، حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا، توابا، نسيا، إذا ذكر ذكر" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(5735)] كلما تركه يعود له ..
فهل لديك هذا؟؟
أحد الحلول الأساسية في ترك الذنب أن لا يتعلق قلبي بالذنب..
فحبب إليه الإيمان وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان..
الذنب لن تتركه طالما أنك تحبه بنسبة معينة،... فيحب الذنب، فبذلك لن يذوق حلاوة الإيمان..
فيأتي ويقول منذ أن التزمت تركت المعاصي والحمد لله أحافظ على الصلاة، ولكني لا أشعر، تقول له لديك مشكلة في ثلاثة أشياء "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما – قد تكون تحب أشياء أكثر من الله – وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله – العلاقات المبنية على المصالح – وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" [صحيح البخاري(6941)] وهي محل الشاهد؛ أنه لا يطيق هذا أبدًا ..
وما دخل هذا في قيام الليل؟
اسمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(4079)] ما معنى دأب الصالحين، يعني لا تقول أنه قد التحى وأصبح في المسجد فأصبح من الصالحين، الصالحين ليسوا بالشكل فقط، الصالحين قال "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين" الصالح عندنا القوام، القوام الصوام، هذا هو، فالمعايير الظاهرية لا نأخذ بها..
يعني عمل الصالحين، فلا نعرف الصالحين إلا بقيام الليل..
فإنسان ملتزم ولا يقيم الليل... آسف أنت متهم في إنك صالح، فإنه دأب الصالحين. 2- "وتكفير للسيئات" فهو يمحي السيئات. 3- وهي محل الشاهد، "ومنهاه عن الإثم" } إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{ [العنكبوت:45] الصلاة تنهى عن هذا وذاك..
وجاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن فلان يقوم الليل بالليل ويسرق بالنهار، بالليل شيخ وليّ، وفي النهار لص، أين يذهب هذا؟ منافق وبئس المصير أليس كذلك؟ في الدرك الأسفل من النار، تخيل ماذا قال النبي؟
هل قال أحضروه فإنه سيؤدي بسمعة المسلمين إلى الهلاك؟ اسجنوه؟ افعلوا به أي شيء؟ يقيم الليل ويسرق بالنهار فهو سمعة سيئة للمسلمين؟ هل تتصور أن النبي قال شيئا من هذا؟ هل تعلم ماذا قال؟
قال له "ستنهاه ما تقول" قيامه في الليل سيكون سبب في ترك هذه الكبائر، معنى خطير جدًا، تعلم عمل الشيطان عندما يأتي إليك ويقول أنت بوجهيين
لا يوجد ذلك.. ولكن رصيد السيئات كلما كبر كلما استأسد عليك الشيطان، لا يوجد أحد منا تقديره عشرة من عشرة، المعصوم النبي صلى الله عليه وسلم تقديره عشرة من عشرة، إنما أنا وأنت ممكن تجد نفسك ثمانون جيد وعشرون ضائعة، ففيك خير وفيك شر، ما المطلوب؟ {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:7-9]
تعلم ما معنى زكاها؟
أي يجعل الثمانين بالمائة تسعين أو خمس وتسعين. أصبح تسعة ونصف، أصبح تسعة وتسعة من عشرة، جيد جدًا فتموت على ذلك ويتكفل الله بالباقي، هذه هي زكاها.
4- مطردة للداء.
أي شخص مريض انصحه، الحاجة كبرت في السن أو الوالدة أو إحدى الأقارب انصحها بأن تصلي من الليل ركعتين، وبالأخص إذا فتح الله عليها في جوف الليل شيء ممتاز جدًا وسبب من أسباب الشفاء إن شاء الله.
هذا هو قيام الليل وحلاوته، لذلك نحتاج أن نصلي.
من يصلي بعشرة آيات "..لم يكتب من الغافلين.." في هذه الليلة، ومن يصلي بمائة آية، "..كتب من القانتين.." {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه } [الزمر:9]
فتكون من القانتين الخاشعين، ممن لهم وزن ثقيل جدًا عند الله، ومن يصلي بألف آية بجزء عمَّ كله وجزء تبارك كله، "..كتب من المقنطرين" [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6439)] والقنطار مثل جبل أحد..
فمن يذهب المدينة يرى سلسلة جبال أحد! فهو عمل ثقيل..
فبالنسبة لقيام الليل إذا كنت أريد أن أعمر هذا الليل أصلي الليل، بكم ركعة؟ ركعتين وركعة، فهذا جميل جدًا، أو مثلما كنا نصلي التراويح ثماني ركعات وثلاثة، فهذه هي السنة والنبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة، يصليهم عشرة وثلاثة، وأحيانًا كان يصلي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ركعة وقبل الفجر يصلي ركعتين خفيفتين، فالأمر فيه سعة.
المفترض أنه إذا تيسر لك أن تنام جزء من وقت الليل ولو تيسر لك أن تستيقظ قبل الفجر تتسحر وتكون في وقت السحر تستغفر {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} [آل عمران:17]، والدعاء في هذا الوقت مستجاب لأنه في الثلث الأخير من الليل، فيكون شيء جميل جدًا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أفضل الدعاء قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(1102)] وقال أفضل الدعاء في جوف الليل المظلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" [صحيح مسلم(482)] و "أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد، جوف الليل الآخر" [صحيح، الألباني، صحيح النسائي(571)] أي في الساعة الثانية والثالثة والرابعة.
بذلك نكون قد أخذنا الجدول ككل من الفجر إلي الفجر.
الأشياء التي ننبه عليها سريعًا في الأعمال:
صيام، قيام، أذكار صباح ومساء وتكثر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، قرآن إذا كنت تريد أن تختم ختمة تقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء، إذا كنت تريد أن تزيد عن ذلك وعندك القدرة، ولكن ليس شرط أن تختم ختمة ولكن أقرأ قرآن كثير، وجميل أن تختم يوم عرفة مع الدعاء فتكون لك دعوة مستجابة، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة، خيرًا..
داود(1394)] فانظر سيدنا عبد الله كان يقول له اتركني أتمتع، أريد أن أتمتع بشبابي بالقرآن.
العمل الصالح يا شباب ليس هذا فقط،
فأين أعمال الخير؟
سنأخذ حديث واحد "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات " [صحيح، الألباني، صحيح الجامع(3795)]
‚ (صنائع المعروف)
يعني كفلت يتيم، يعني أطعمت مسكين، يعني ملابس لفقراء في الشتاء، يعني مصاريف مدارس لم تدفع حتى اليوم لفقراء تشترك في أي جمعية خيرية، يعني مشروع توزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمساكين، اشترك في مثل ذلك..
فيكون للمسجد عمل متفق عليه بدلا من أن يكون هناك من لا يعرف ماذا يفعل بلحم أضحيته ويوزعها يمينًا ويسارًا، فتقنن، أو بالاتفاق مع الجمعيات الخيرية ، لأن هذا هو الهدف من الأضاحي أن تشعر الناس بالسعادة وتملأ بيوتهم البهجة، ولا يكون محتاجًا في العيد ولا يجد لبس العيد أو يأكل ويشرب كما يأكل ويشرب الجميع..
فالفرحة الحقيقية عندما أراها في عين غيري أكثر مما أراها في عين أولادي وأقاربي أن أراها في عيون المسلمين، فسرور تدخله على قلب مسلم هذا أفضل الأعمال، هذا من جملة صنائع المعروف.
ماذا تفعل صنائع المعروف؟
ثلاثة أشياء: تقي مصارع السوء: (سوء الخاتمة) وليس هناك أكثر من سوء الخاتمة الآن، فنرى المشاهد التي يرينا الله إياها، وكيف مات فلان! وكيف مات فلان!! {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [الفجر:6]،
2- الآفات، هل هناك أحد منا بلا آفات؟
ألست عصبيا قليلاً؟ وتتحدث كثيرًا؟ وبك بعض النرجسية والتكبر؟ فكلنا أصحاب عيوب.. فقال تقي مصارع السوء، والآفات، والهلكات..
3-ما هي الهلكات؟
فهناك معاصي مهلكات قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(3039)] فهذه عيوب ومشاكل تهلك الإنسان، تحبط عمله، فقال النبي صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، فأَكْثِر من أفعال الخير ويكون هذا مشروع من المشاريع الأساسية.
معنا في الأعمال..
(مشروع الأضحية)
ما الحكم؟
واجبة على كل مستطيع، فمن يستطيع شراء ماعز أو خروف قبل العيد بستة شهور أو سنة يجب عليه أن يضحي فالصحيح أنها واجبة على كل مستطيع.
حكمها: أنها تذبح بعد صلاة العيد وما كان قبل فهي صدقة من الصدقات.
كيف توزع؟
لا يوجد شيء اسمه الثلاث ثلثات في السنة، هذا من اجتهاد الفقهاء والسلف؛ قالوا ثلث لك وثلث للفقراء وثلث للجيران وذوي الأرحام، فهذه فكرة جيدة لا مانع منها، وإن أخرجتها كلها لله فلا بأس، ولكن السُنة أن تأكل منها.
وإن كنت تريدها لذوي الأرحام كلها لا بأس، ولكنها مطلوبة لمواساة المحتاجين فلا تأكلها كلها، وإنما كلما وزعتها وعم الخير على الناس كان أفضل، ولا تتخذ فروة الخروف كأجرة للجزار، لا تفعل ذلك فكثير من الناس من يقع في ذلك، أعطيه أجرته وإن كنت تريد إعطائها له كهديه أعطيها له، ولكن أعطيه أجرته مثلاً أجرته خمسين جنيه، لا تعطيه عشرين والفروة، هذا ليس من السنة، إنما تعطي له أجرته ولا تُتخذ فروة الخروف كأجرة للذابح أو للجزار.
وأخذنا منها حكم آخر وهو أنه لا يجوز أن آخذ من أظفاري ولا من شعري حتى أذبح، فمن لم يفعل شيء من هذه الأشياء فليفعل قبل أول ذي الحجة حتى يكون هذا من جملة الأعمال الخاصة بذلك إن شاء الله تعالى.
وآخر شيء..
„ (قلوبنا تعيش مع الحجاج)
سيتروون (يوم التروية) وأنت تحتاج يوم الثامن أن تجد قلبك ارتوى، كما يرتون هم بالزاد بالماء، نحن أيضا نتزود بالزاد {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة:197]، فيوم التروية أريد أن أتروى ولكن بماء آخر، وهو ماء التقوى، وهو: اللهم اغسلني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد.
سيذهبون إلى (عرفة) وعرفة من المعرفة، فسيعرفون من هو الله،
فأنت تحتاج يوم عرفة تعرف من هو ربنا.
يوم عرفة تحتاج في يومه إن كان إجازة، الأفضل أن تعتكف فيه، لأن من حفظ فيه سمعه وبصره ولسانه.
ففي هذا الوقت يشرع الاعتكاف على هذا المعنى وليس على أنه من السنة، ولكن أن تجلس في المسجد وتتضرع كما هم يركزون في هذا الوقت.
هم يصلون في هذا الوقت لظهر والعصر جمع تقديم، ثم يبدأ من هذا الوقت حتى المغرب دعاء وبكاء ورجاء وهذه المعاني.
بعد ذلك يذهبون إلى (زلفى) في ليلة العيد، عندنا ليلة العيد يا ليلة العيد آنستينا.
لمن يعرف ما هو الحج، الحج من أول ليلة العيد حتى يوم العيد كله، هذا هو الحج فيوم عرفة أنت لا تفعل شيئًا، أنت جالس في مكانك لا تتحرك تدعي وتبكي وتتضرع ولكن جالس في مكانك وفي مخيمك، ولكن عندما تبدأ مزدلفة تجلس في الأتوبيس خمس أو ست ساعات،
وحتى من قام بالمشي هذه المسافة وهي عدة كيلو مترات فإنه يصل مجهدًا ومتعبًا ثم بعد ذلك يجلس في مكان كله حصى ورمل وعوادم سيارات وكل الملايين مزدحمين ولا يوجد شبر لتجلس فيه، فليس سهل أبدًا، فتبدأ مشقة الحج..
وأنت ليلة العيد كيف تقضيها وهم كيف يقضونها، هو الفرق هنا وهنا..
واليوم العظيم في الحج هو (يوم النحر) يوم عشرة، وفيها أربعة أشياء: يذبح فيه، ويرمي فيه، ويحلق فيه، ويطوف للإفاضة على السنة.
ألا تفهم معنى الحج!!!
فكيف تغفر به ذنوب الدنيا كلها فلا بد من المشقة!!
فالشاهد... نحن نريد أن نشعر بهذه المعاني!!
عرفة المعرفة، مزدلفة القرب، فليلة العيد عند السلف يسن أنك تحييها بالدعاء، والذكر، والصلاة، والفرح ونحن متعبدين {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} [يونس:58]
وعيد الأضحى نفرح، ونصلي صلاة العيد، ونُكبر ربنا سبحانه وتعالى، والتكبير يُشرع من أول يوم من أيام ذو الحجة ولكن منفردًا وهو فعل ابن عمر، ويتأكد من بعد فجر يوم عرفة حتى آخر أيام التشريق وهو يوم الثالث عشر، عصر يوم الثالث عشر يتوقف التكبير بعد كل صلاة..
فنكبر ربنا سبحانه وتعالى ويتأكد ذلك بالطبع قبل صلاة العيد، وبعد صلاة العيد نضحي ونبدأ معالم البهجة كصلة الأرحام وجو العيد.
وهم في ذلك الوقت يطوفون للإفاضة ويسعون ويذبحون، والذبح الآن أصبح بالصكوك، ويحلق ويقصر وطواف الإفاضة. رمي، ذبح، طواف، وحلق وتقصير، فهذه هي الأعمال.
وبعد ذلك كل يوم يرمون الجمار، فأنت تتذكر أنهم يرمون الجمار حتى يخرجوا حظ الشيطان من أنفسهم فيرجموه، وأنت أيضًا تحتاج في هذه الأيام أن تعرف كيف تستعيذ بالله من الشيطان، فطوال الوقت أنت تعيش جو الحج حتى تحج بقلبك وتأخذ هذا الثواب.
من درس " عشرة أيام في الجنة" للشيخ / هاني حلمي