شعر : د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
أَرَى قَلَمَ الصِّدْقِ لا يَنْطِـقُ ** وَفِيْ مُنْتَدَى السَّبْقِ لا يَسْبِقُ
وَإِنْ سَالَ مِنْ جَفْنِـهِ دَمْعَـةٌ ** مِنَ النَّثْرِ فَارَقَهَـا الرَّوْنَـقُ
تَرَبَّى عَلَى لَثْغَةٍ فِي اللِّسَـانِ ** وَتَمْتَمَـةٍ حَـرَفُهَـا مُقْلِـقُ
دِمَاءٌ تَسِيْلُ كَنَهْـرِ الْفُرَاتِ ** وَأرْوَاحُ إِخْـوَانِـنَا تُزْهَـقُ
رَصَاصٌ يُصَبُّ كوَبْلِ الْغَمَامِ ** وَفِـي الرَّأْسِ آثَارُهُ تَنْـطِـقُ
فَكَمْ مِنْ بِرِيْءٍ قَضَـى نَحْبَـهُ ** بِخَـرْطُوْشِ مَكْـرٍ وَلا أَقْلَقُ
فَمَا لِلْيَـرَاعِ بَـدَا وَاجِمًـا ** وَبِالْحَبْلِ يَـا أُمَّتِـيْ مُوْثَـقُ
هَلِ الصَّمْتُ حُلَّةُ أَهْلِ التُّقَى ** أَمِ الصَّمْتُ يَلْبَسُهُ الأَحْمَـقُ
فَرَدَّ الْيَرَاعُ بِصَوْتِ الْوَنَـى ** وَأَحْزَانُهُ فِي الْجَوَى تُحْـرِقُ
أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ الْيَرَاعَ اكْتَـوَى ** بِنَارِ الْمَـذَلَّـةِ يـا زِئْبَـقُ
وَكُبِّلَ فِيْ مَرْبَطِ الصَّادِقِيْـنَ ** فَـوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَـنْ يَصْـدُقُ
وَوَيْلٌ لِمَنْ قَـالَ يَا أُمَّتـِيْ ** عَـدُوٌّ أَتَـى خَلْفَـهُ الْفَيْلَـقُ
قِفُوْا ضِدَّ هَذَا الْعَدُوِّ الْغَشِيْمِ ** فَسُوْرِيْ مَنِيْعٌ كَـذَا الْخَنْـدَقُ
إِذَا شِئْتَ تَحْيَا حَيَاةَ السَّعِيْدِ ** فَثَـوْبُ النِّفَاقِ هُـوَ الأَلْيَـقُ
فَعِشْ كَالذِّئَابِ بِلا عِفَّـةٍ ** وَعَيْـنُكَ مِنْ مَكْـرِهَا تَبْـرُقُ
وَكَنِّ اللَّئِيْمَ أَبَـا حَـارِثٍ ** وَإِنْ كَانَ مِنْ لُـؤْمِـهِ أَخْـرَقُ
فَعَصْرُ التَّقَدُّمِ وَالتَّقْنِيَـاتِ ** تَأَخَّـرَ فِـيْ دَرْبِـهِ الْمَنْطِـقُ