[size=32]،لا شك ان الاسرة هي الركيزة الاساسية للمجتمع والنواة الاولى لتكوينه ووجوده. لان المجتمع ليس هو الافراد اللذين يعيشون فيه، تربطهم ببعضهم البعض روابط المصالح المشتركة، وكل فرد بلا شك نتيجة من نتائج التمازج العاطفي داخل نطاق الاسرة الواحدة،ذلك النطاق تنصهر فيه من فجر حياة الفرد عواطفه وأخلاقه واسس مرتكزاته الفكرية والاخلاقية والعقائدية وانحاء نضرته الى المجتمع والى الكون والحياة.[/size]
[size=32]والاسر المتعاطفة الصالحة تنتج افضل النتائج واحسنه وتستطيع ان تعطي الى المجتمع افرادا صالحين واناسا واعين، بما تعمل على غرس أنبل المبادئ وأنبل الاخلاق في نفوس ابنائها.[/size]
[size=32]على حين أن النفوس الشريرة الحاقدة على المجتمع والحياة او السائرة في سبيل الغي والاجرام، ناشئة من منشا عميق يمت الى الاسرة الاولى بسبب وثيق. وذلك لاحد سببين: اما ان تكون اسرته الاولى على شاكلة ناقصة العقيدة[/size]
[size=32]والاخلاق ،فحاك الفرد على منوالها وحذا في الحياة حذوها. واما لانه عاش في بيت منشق لم تجتمع فيه الاركان الاساسية لتكوين الاسرة، كما لو انفصل الوالدان عن بعضهما البعض منذ نعومة اظفار الولد فنشا الولد محروما من العطف والرعاية، فاقدا لمصدر التثقيف الاخلاقي والعقائدي فالقى بنفيه في تيار الحقد والاجرام.بقانونه
[/size]
[size=32]واذا كانت الاسرة بهذه المثابة من الاهمية يدور صلاح الفرد مدار صلاحها،وتتوقف حسن صياغته الشخصية على حسن صياغتها. وهذا الفرد يكون بانضمامه الى غير المجتمع،والمجتمعات تكون الامة والامم تكون البشرية.[/size]
[size=32]فالاسر اذا هي الركيزة الاساسية في نضج وكمال سائر البشر ورفع مستوى الوعي والثقافات والاخلاق بين بني الانسان.ولهذا، اذا كنا نريد ان نرى المجتمع الافضل ونعيشه ، لا بد ان نبدا ببناء اسس واصول تكوينية،
[/size]
[size=32]و ذلك بالبدء باصلاح الاسرة وحسن تربية الناشئة، لكي ننتج الى المجتمع اناسا واعين صالحين من حيث سائر جهات الكمال الانساني.[/size]
[size=32] والاسلام بقانونه الخالد ودستوره الشامل اخذ كل ذلك بنظر الاعتبار، واهتم ببناء الاسرة اشد اهتمام، واولاها من رعايته وتعاليمه الشيء الكثير، وسعى الى صياغته وصبها بافضل وجه وأحسنه بالشكل الذي تنتج الى المجتمع افضل النتائج و تعطيه افضل الافراد. ولا تحتاج هذه التشريعات في سبيل انتاجها العادل وتطبيقها على المجتمع، الا ايمان المجتمع بها ومحاولة اطاعتها وامتثالها، وان يضع كل فرد على ذهنه مسولية تطبيق تلك التعاليم بنصها وروحها وبسائر خصوصياتها لينال اسرة طيبة ويحظى باولاد طيبين، لكي يحرز خير الدنيا والاخرة، ويعم العدل والرفاه ويسود الامن والاستقرار في ربوع المجتمع الانساني.........[/size]
[size=32]منقول[/size]