بسم الله الرحمن الرحمن
أساء أبو الطيب المتنبي بداليته المشهورة: عيد بأية حال عدت يا عيد؟! الى النفسية العربية، وسن لهم سنة التشاؤم بالأعياد، وتذكر الغموم فيها، حتى أضحت قصيدته تستذكر كل عيد، ولو على وجه المزاح...
العيدُ طلَّ فطلَّت منه تغريدُ
هذي المباهِجُ لاَغمٌ وتَنكيدُ!
لِيسمَحِ العيدُ أن أهديه بارقةً
من الضياءِ وتغشانا الأناشيدُ
قد صرَّفَ الغمُّ في قلبي مصارفَه
لكنّ ذا العيدَ إسعادٌ وتجديدُ!
تأتي الأحبةُ من بَيداءَ قاحلةٍ
فيورقونَ وما جفّت عناقيدُ
يزدانُ ذا الوصلُ بل يحلو لنا سمَرٌ
كأنه الصفوُ وافَته الأغاريدُ
ياصاحبيَّ تعالا إنّي في سَعَدٍ
منَ التعايدِ لا حُزنٌ وتشريدُ
ودَّعتُ كلَّ همومي صرتُ أطرُدها
لفرحةِ العيدِ لاضيقٌ وتجعيدُ
فليفرحِ الخلقُ أنَّ اللهَ عيَّدهم
بزينةِ الصفوِ فلتَهنأ منَاكيدُ
هذي الحياةُ تباشيرٌ ومنغضةٌ
لا يسَلمُ المرء مهما طالَه الجودُ
العيدُ عيدُ نفوسٍ أشرقَت ونمَت
بنورِ ربكَ لازيفٌ وتعقيدُ
لا تمنَحِ الروحَ آلاماً فتوبقَها
بل جّددِ الحُسْنَ إنَّ الحسنَ تَسعيدُ
وخالطِ الناَسَ عن وصلٍ وصافيةٍ
من الودادِ وقل يانفسُ ذا العيدُ
اكسِرْ عصا الشؤمِ منْ دنياكَ وانتهِجَنْ
دربَ التفاؤلِ لا ضيقٌ وتقليدُ
قد جاءَ ذا العيدُ فلنحيا به زمناً
إنّ الزمانَ لأتراحٌ وتعييدُ
الأربعاء 9 شوال 1432 هـ
7/9/2011 م