بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لِفضيلة الشيخ _ أبو مصعب مجدي احفالة اللِّيـــــبِّي _ حفظه الله
أيتهــــــا التــــــائبة
مهما بلغتْ ذُنوبكِ ...مهما كانت سيئاتُكِ فالله بَرٌّ رحيمٌ .
ألم يَقُلْ سُبحانَه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }( الأية (53) من سورة الزمر) فلا تقنطي من رحمة الله واحذري أن يُثبِّطكِ الشيطانُ بأنكِ فعلتِ وفعلتِ..
قولي : رحمةُ ربي أوسع من ذنوبي وإذا صَدقتِ مَع اللهِ وأقلعتِ عن ذنبكِ وعزمتِ على ألاَّ تعودي إلى ذلكم الماضي المُظِلم قال تعالى: { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }( الأية (70) من سورة الفرقان)
البسي جلباباً واسعاً يُعلنُ للجَميع بداية عُمُرٍ جَديدٍ واقطعي حِبالَ الودِّ الزائفِ من رَفيقةٍ وصديقٍ وأقبلي على صلاتكِ داعية باكية لربِّ العالمين ولتخطُ قدماكِ إلى بُيوت اللهِ فهُنالِكَ طيبُ العَيْشِ واصرخي في وجه كُلِّ داعٍ للهوى والسُفورِ أن كُفَّ كَيْدكَ فليس لكَ علىَّ سبيل !
وتذكري - ابنة الإسلام - كم تحت التراب مِنْ فتاةٍ كانت تكشفُ شَعْرَها وتميلُ في مِشيتِها وتملأ أجواءَ المكان بِعطْرها .
كم تحت التراب من امرأة باغتها الموت وهى على سماع أغنية أو لبسة ضيقة أو في رفقةٍ سيئةٍ .
كم تحت التراب من إمرأةٍ لم تُبال بأمرِ رَبّها .
لم تلبس جلباباً ولم تغضَّ عن الرجال طرفاً ولم تَكفَّ عن المسلمينَ فتنةً وشراً فها هى – الآن – وحدها في ظلمةٍ ووحشةِ تِلْكُم الحفرة
وكأني بها تنادي :
هَلْ مِن سَبيلٍ للرجوع .....؟
هَلْ من سَبيلٍ كي أعود لأُلقى بألبسةِ التبرج والسُفُور إلى حيثُ لا أرَاها هَلْ من سَبيلٍ كي أُحطِّم قارورةَ العِطْرِ التي كُنتُ أتعطرُ منها إفتاناً للرجالِ وإرضاءً للشيطان وإغضاباً للرحمن .
هَلْ من سَبيل للرجوع لأدفع - وبشدة - كُلَّ مَنْ أقبلتْ نحوى مِنْ رفيقات السُّوء بائعات الهوى المضلات عن الحَياءِ والهُدى .
هَلْ من سَبيل كي أصلح ما أفسدت .
هَلْ من سَبيل كي أكونُ مُحَجَّبةً صالحةً .. قارئةً للقرآنِ تالية .
هَلْ من عَودةٍ فلقد وجدتُ - أيتها الغافلات - ما وعد ربي حقاً !
لقد تعذَّر هذا وَلن تُجْدِيَ هذه الحَسَراتُ .
هِىَ – اليومَ – رهْنُ ما عملت وأسيرةُ ما قدَّمت ...
فشمّري أختاه عَن سَاعدِ الطاعةِ للهِ واغتنمي أنفاسَ العمر قبل انقضائها وتيقظي قبل ندامةٍ لا تُجدي وحَسْرَةٍ لا
تنقطعُ ..!!
اقطعي على المُغرضِينَ ولصُوص الأعراض طريقهم فهُم قد احترقوا بالمعاصي والفُجور ويريدون منكِ أن تحترقي مِثلهُم .