متحف الاسكندرية القوميمتحف الاسكندرية القومي كان قصرا لاحد اثرياء الاسكندرية وهو تاجر الاخشاب اسعد باسيلي والذي بنى هذا القصر على الطراز الايطالي وظل مقيما به حتى عام 1954 ثم باعه للسفارة الامريكية بمبلغ 53 الف جنيه ..
وظل هذا القصر مقرا للقنصلية الامريكية حتى اشتراه المجلس الاعلى للاثار التابع لوزارة الثقافة عام 1996 بمبلغ 12 مليون جنيه مصري ثم قام بترميمه وتجديده وتحويله الى متحف مع بداية الالفية الثالثة.
ومتحف الاسكندرية القومي يحتوي على 1800 قطعة اثرية تشمل جميع العصور بدءا من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث وتصور تلك القطع حضارة مصر وثقافتها وفنونها وصناعاتها خلال هذه العصور , كما تبين وحدة التاريخ والشخصية المصرية من خلال المعروضات التي توضح كل المراحل التي مرت على تاريخ مصر من احداث تاريخية قومية..
وتمثلت اولا في الخلفية المصرية الفرعونية باعتبارها اقدم الحضارات المصرية ثم جاء بعدها العصر البطلمي والعصر الروماني والبزنطي والاسلامي وانتهاء بحقبة العصر الحديث التي تبدا بحكم اسرة محمد علي وتنتهي بقيام ثورة 1952 م .
وقد تم احضار هذه القطع الاثرية من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الاسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والاثار الغارقة والاثار الاسلامية بالاسكندرية .
والزائر للمتحف يستطيع ان يدخل عبر التاريخ من بوابة الفراعنة ومرورا باقسام المتحف المختلفة ووصولا الى الزمن الماضي القريب اما اول اقسام المتحف التي تذهب بك الى ذكريات الزمن السحيق فهو قسم الاثار المصرية القديمة الذي تعرض فيه القطع وفقا للتسلسل التاريخي بداية من عصر الدولة القديمة مرورا بالدولة الوسطى ثم الدولة الحديثة فالعصر المتاخر , ويضم عصر الدولة القديمة مجموعة من تماثيل الافراد والاسرة وتماثيل الخدم التي كانت تشكل عنصرا هاما في المقابر لخدمة المتوفى في العالم الاخر.
ومن اهم القطع الموجودة تمثال يمثل الكاتب المصري ومجموعة من الاواني عثر عليها بهرم الملك زوسر .
وفي عصر الدولة الوسطى توجد مجموعة من التماثيل تعبر عن تحول الفن في هذا العصر من المثالية الى الواقعية كما يظهر ذلك بوضوح في تمثال الملك امنمحات الثالث .
اما عصر الدولة الحديثة فيعتبر ازهى العصور الفنية فقد جمع الفن في هذه الفترة بين واقعية مدرسة طيبة ومثالية مدرسة منف فنتج عن هذا اجمل القطع الفنية والتي يضم المتحف منها بعض النادرة كراس للملكة حتشبسوت وراس للملك اخناتون ومجموعة تماثيل لتحتمس الثالث الاله امون والملك رمسيس الثاني .
وفي العصر المتاخر من عصور قدماء المصريين يعرض مجموعة من التماثيل لملوك هذا العصر ونموذج لمقبرة تضم مومياء ومجموعة توابيت وتمائم مختلفة .
اما عن القسم اليوناني الروماني فهو يضم اثار من عصور مختلفة كالهللينستي واليوناني والروماني .
وينفرد متحف الاسكندرية القومي بعرض قاعة خاصة للاثار الغارقة وتضم مجموعة رائعة من الاثار الغارقة التي تم انتشالها ويعرض القسم ايضا صورا حية من عمليات الانتشال ليستطيع الجمهور ان يكوّن تصورا لشكل وحالة الاثر قبل انتشاله ومن اهم القطع في هذا القسم ثمثال من الجرانيت الاسود لايزيس وتمثال لكاهن من كهنة ايزيس ومجموعة من التماثيل والبورتريهات الرخامية لبعض الهة الاغريق ومنها تمثال لفينوس الهة الحب وراس للاسكندر الاكبر وغيرهم .
اما القسم الثالث من اقسام المتحف فيضم ثلاثة عصور هي القبطي والاسلامي والحديث .
ويحتوي القسم القبطي على مجموعة ادوات كانت تستخدم في الحياة اليومية وهي ادوات معدنية من النحاس والفضة والبرونز ويضم القسم ايضا مجموعة من الايقونات وهي لوحات خشبية يصور عليها موضوع ديني ومن اهمها ايقونة السيد المسيح والعشاء الاخير وايضا يضم القسم مجموعة من النسيج القبطي من الكتان والصوف المزخرف بزخارف نباتية وحيوانية ، مجموعة من الاواني الفخارية المستخدمة في الحياة اليومية.
هناك ايضا قاعة للعملة تضم عملات لمجموعة عصور مختلفة ومنها مجموعة عملات عثر عليها تحت الماء في خليج ابي قير ومجموعة عملات اخرى ترجع للعصر البيزنطي والاسلامي
ويوجد بهذا القسم ايضا مجموعة من الاسلحة التي تعود للعصر الاسلامي بالاضافة الى مجموعة من المعادن والزجاج والخزف التي ترجع لعصور اسلامية مختلفة .
اما القسم الحديث فيضم مجموعة متنوعة من مقتنيات اسرة محمد علي من الفضة والذهب والمجوهرات التي كان يستخدمها امراء وملوك الاسرة العلوية .
وهكذا يستطيع المرء ان يدخل الى التاريخ المصري والى تاريخ الاسكندرية ويعيش فيه اجمل اللحظات من خلال المقتنيات التي يضمها المتحف وتعود الى عصور مختلفة مرت بها مصر وعاشتها عبرالاف السنين وربما يبدا المرء من جديد في قراءة التاريخ المصري المليئ بالاحداث المثيرة بعد زيارته السريعة لمتحف الاسكندرية القومي الذي يعد اضافة للحياة الثقافية بالاسكندرية ..
والمتحف الذي يقع في بداية شارع فؤاد من ناحية ساعة الزهور بباب شوقي يفتح ذراعيه لابناء الاسكندرية من زواره الذين يتطلعون الى قراءة تاريخ مصر والاسكندرية قراءة بصرية عبرمئات القطع الاثرية الخلابة .
__________________